لدي أثاث قديم غير صالح للاستخدام تهاونت في رميه، ما سبب زحمة في المنزل. جمعت عزيمتي ذات يوم، فقررت رميه في نفايات البلدة. اضطررت لاستعارة سيارة زميلي لسببين، وجود صندوق لها ولأنه مدمن نوم لا يستيقظ إلا ظهراً. في الصباح الباكر اتجهت إلى مكان رمي النفايات خارج المدينة. ضيعت الطريق ولكنني أدركته بفضل الطيور التي تحوم حول النفايات ونسيم الصباح المشبع برائحتها. كلما اقتربت منها ازداد فضولي. أطنان من الزبالة أثاث... بقايا طعام... هياكل سيارات... ملابس... المكان هادئ إلا من أصوات الطيور وصفير الرياح. فجأة هجمت علي ثلة من الرجال والصبيان تعاركوا حول السيارة، ثم انكبوا على صندوق السيارة! فزعت ولكن رجلاً مسناً بادرني بالسلام. - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. - يبدو أنه أثاث صالح! - لو كان صالحاً لما رميته! - المعايير تختلف بيني وبينك. - تمهلوا لا تكسروا الأثاث، اركنوه جانباً. هممت بمساعدتهم خوفاً، ولكن المسن طلب مني الجلوس. - هل أعجبكم الأثاث؟ كثيراً. - ماذا تفعلون في هذه المزبلة؟ - نعمل. - وأي عمل في المزبلة؟ - نجمع الأثاث المستعمل ونصلحه ثم نبيعه في سوق الحراج. - لماذا تحملون السكاكين والآلات؟ - لا تخف إنها لتقليب الزبالة. اقترب منه طفل ممزق الثياب متسخ الوجه واصطف بجانبه. - هل هو طفلك؟ - إنه حفيدي ثم أمره بالذهاب إلى أمه فاختفى الطفل خلف أكوام الزبالة. - وهل تسكنون هنا؟ نعم... قريباً من عملنا. - أيعقل هذا؟ - لقد تعودنا. ضرب أحدهم صندوق السيارة دلالة انتهاء العمل، ودعتهم ورحلت.