أعلنت وزارة الداخلية التونسية تفكيك شاحنتين صغيرتين مفخختين عُثر عليهما قرب الحدود مع ليبيا تابعتين لتنظيم «داعش». أتى ذلك في وقت عبّر حزب معارض عن رفضه انضمام تونس الى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الذي تقوده الولاياتالمتحدة، فيما رأى مشككون أن ذلك سيؤدي إلى استدراج تونس إلى التدخل في المستنقع الليبي. وأكد مستشار وزير الداخلية التونسي وليد اللوقيني ل»الحياة»، أن «حرس الحدود احتجزوا عربتين مفخختين وأسلحة ووثائق عليها شعار داعش قرب الحدود الليبية». ونشر مكتب الإعلام في وزارة الداخلية صوراً للشاحنتين والأسلحة والذخيرة التي تم ضبطها. وقال اللوقيني إن الشاحنتين علقتا في الخندق الحدودي الذي يفصل بين تونس وليبيا (جنوب) أثناء محاولتهما دخول الأراضي التونسية لتنفيذ هجمات تستهدف منشآت أمنية وعسكرية حيوية. وأعلنت قوات الدرك أنها ضبطت في السيارتين 10 بنادق كلاشنيكوف وقذيفة ونحو 5 آلاف طلقة، إضافة إلى قنابل يدوية. وأفاد الناطق باسم الداخلية أن قوات حرس الحدود «نصبت مكمناً لشاحنتي تويوتا صغيرتي الحجم، ما أجبر السائقَين ومن كان معهما على الفرار وترك العربتين عالقتين في الخندق الحدودي»، وأكد أن وحدات متخصصة فككت المتفجرات والقنابل التي كانت على متنهما. وعززت السلطات التونسية الإجراءات الأمنية على حدودها مع ليبيا إثر تحقيقات أثبتت أن منفذي الهجومَين ضد متحف «باردو» في العاصمة (آذار/مارس الماضي) ومنتجعاً سياحياً في محافظة سوسة (حزيران/يونيو الماضي) تدربوا في مخيمات للمتشددين على الأراضي الليبية. في غضون ذلك، عبّر الحزب الجمهوري التونسي المعارض في بيان أمس، عن «رفضه المطلق لانخراط تونس في سياسة المحاور الدولية أو أن تكون جزءاً من صراع دولي على مقدرات منطقتنا العربية»، وذلك تعليقاً على قرار تونس المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش». واعتبر الحزب الجمهوري (يسار وسط) أن «قراراً بهذه الأهمية يشكّل منعطفاً في سياسة تونس الخارجية وكان يُفترض أن يخضع لتشاور وطني واسع وأن يُناقَش في البرلمان»، مشدداً على ضرورة الاتفاق على استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب تلتزم بها كل الأطراف. أتى ذلك رداً على إعلان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قبل يومين انضمام بلاده إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بقيادة الولاياتالمتحدة، وذلك خلال قمة مكافحة الإرهاب والتطرف التي انعقدت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.