أكدت القوات الأفغانية أمس، أنها استعادت وسط مدينة قندوز (شمال) من متمردي حركة «طالبان» الذين احتلوها قبل ثلاثة أيام، فيما شهد محيط المدينة معارك متفرقة. لكن ذلك لا يمثل فوزاً على المدى الطويل لكابول في مواجهة الحركة التي أطيح نظامها نهاية العام 2001، وتقاتل مذاك الحكومة وقوات الحلف الأطلسي (ناتو). وأفاد سكان بأن القوات الحكومية استعادت ليلاً عدداً كبيراً من أحياء المدينة، لكن «طالبان» نفت تراجع مقاتليها، حتى أن الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد أعلن «صد الغزاة وقوات الحكومة الدمية إلى خارج قندوز». وأشار قائد للمتمردين رفض كشف اسمه إلى أن عناصر «طالبان» يغادرون المدينة، مستدركاً أن «هذا الانسحاب جزء من استراتيجيتنا التي تهدف إلى استعراض قوتنا، وهو ما نجحنا في فعله لنثبت أننا نستطيع السيطرة على أي مدينة». وصرح الناطق باسم وزارة الداخلية بأن «عمليات إزالة الركام ستستغرق وقتاً إضافياً، لأن عناصر طالبان يطلقون النار من المنازل، وزرعوا عبوات ناسفة». وخلال احتلال قندوز، قتل 49 شخصاً على الأقل وجرح 330. وأغلقت المتاجر أبوابها أول من أمس، فيما بدأت المواد الغذائية تنفد وسط انقطاع المياه والكهرباء عن غالبية أحياء المدينة التي يسكنها 300 ألف شخص. وفيما تبقى سيطرة المتمردين على قندوز، المدينة الاستراتيجية المهمة على طريق طاجيكستان، خلال بضع ساعات الاثنين الماضي، نكسة بالغة للرئيس أشرف غني الذي يتولى الحكم منذ سنة، والقوات الحكومية، صرح الرئيس التنفيذي للبلاد عبدالله عبدالله في نيويورك بأن «سقوط المدينة أظهر الحاجة إلى استمرار الدعم الأجنبي للقوات الأفغانية». وتابع: «تحملت القوات الحكومية مسؤولية ضخمة منذ انسحاب معظم القوات الأجنبية القتالية في نهاية 2014، والولايات المتحدة يجب أن تتخذ قراراً في شأن إعادة النظر في خطط الحد من وجودها في أفغانستان، إذ من الضروري الإبقاء على مستوى من القوة بعد 2016». وفي أيار (مايو) الماضي، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن قوات بلاده ستخفض إلى نصف عددها الحالي، وهو حوالى عشرة آلاف جندي، بحلول نهاية السنة الحالية، وستعمل فقط في قواعد بالعاصمة كابول وباغرام حيث تتمركز في قاعدة جوية كبيرة. كما تخطط واشنطن لخفض قواتها بضع مئات بحلول نهاية 2016، على أن تتولى خصوصاً حماية السفارة وباقي المصالح الأميركية . والأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن مسؤولين دفاعيين أميركيين وحلفاء يراجعون خيارات جديدة تشمل إبقاء العدد الحالي للقوات إلى ما بعد نهاية 2016، اثر تنامي قلقهم من الخفض. ورداً على سؤال عن انتقادات وجهت إليه وللرئيس الأفغاني أشرف عبد غني بسبب سقوط قندوز، قال عبد الله إنه «يجب بحث أسباب سقوط المدينة». وتابع: «كنا نعلم أن الجماعات الإرهابية وطالبان تمركزت منذ فترة في قندوز، أما كيف نجحت وماذا حدث وما هي نقاط الضعف التي أدت إلى سقوط قندوز فيجب بحث ذلك». وتحدث عبدالله عن اتهامات وجهها إلى باكستان المجاورة في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إذ دعا إسلام آباد إلى القضاء على ملاذات المتشددين، فلولا الدعم الذي تحصل عليه طالبان في باكستان لأختلف الوضع العسكري والأمني، وهذه قضية مهمة». في باكستان، قتل الجيش 25 متشدداً في ضربات جوية وصفها بأنها «دقيقة» على مواقعهم في إقليم شمال وزيرستان المحاذي للحدود مع أفغانستان» وأضعفت الحملة العسكرية التي بدأت في حزيران (يونيو) 2014 قدرات حركة «طالبان باكستان» على شن هجمات كثيفة على البلدات والمدن، ولكنها لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات كبيرة مثل قتل 29 شخصاً في هجوم على قاعدة عسكرية في 18 أيلول (سبتمبر) الماضي. وأعلن مسؤول في الاستخبارات الباكستانية رفض نشر اسمه تدمير ستة مخابئ للمتشددين على بعد 40 كيلومتراً من الحدود الأفغانية.