كثفت قوات خاصة تابعة للتحالف العسكري بقيادة الولاياتالمتحدة في أفغانستان محاولاتها المتكررة لاستعادة مدينة قندوز شمال أفغانستان التي أصبحت أول عاصمة إقليمية تسقط في يد «طالبان» منذ عام 2001. واشتبكت قوات من التحالف مع مسلحي «طالبان» في ضواحي قندوز التي تسيطر الحركة على وسطها. وكانت هذه القوات تنفذ مهمة قرب مطار قندوز المحاصر حيث توجد مئات من أفراد القوات الأفغانية بعد انسحابها من المدينة. وأثار سقوط قندوز والفشل في استعادتها سريعاً، عاصفة سياسية في كابول، حيث طالب نواب أفغان الرئيس أشرف غني بالاستقالة بسبب تعامل حكومته «المخجل» مع معركة قندوز التي شكلت أكبر انتصار ل «طالبان» منذ سقوط نظامها قبل 14 سنة. وبسط مسلحو «طالبان» سيطرتهم على قندوز بعد أن شنوا هجوماً جريئاً على المدينة الإثنين الماضي، وتعهدت القوات الأفغانية بهجوم مضاد لاستعادة المدينة لكنها لم تفعل إلى الآن. وبدلاً من ذلك، تحصن آلاف من أفراد الجيش والشرطة الأفغانيين في مطار المدينة في انتظار تعزيزات من أجزاء أخرى من البلاد. وقال إقبال صفي عضو البرلمان، وهو من إقليم كابيسا خلال جلسة برلمانية بثت على التلفزيون الأفغاني، إن تعامل الحكومة مع الوضع في قندوز «مخجل». وأضاف: «ينبغي لغني وعبد الله التنحي»، في إشارة إلى الرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله. وكانت قندوز آخر مدينة كبيرة تسقط مع سقوط حكم «طالبان» في 2001 وأصبحت أول مدينة رئيسية تسيطر عليها الحركة منذ ذلك الحين، في أكبر ضربة لغني الذي وصل إلى السلطة قبل سنة. وردد نواب آخرون مطالب صفي في جلسة صاخبة ودعوا تجمعاً للشيوخ إلى الشروع في عملية الإقالة. وشاب السنة الأولى لحكم غني اضطراب سياسي تحول إلى العنف. وأعلنت الأممالمتحدة أن حوالى خمسة آلاف مدني سقطوا بين قتيل وجريح في النصف الأول من هذا العام. وقال سيد ظفر هاشمي نائب الناطق باسم الرئيس، إن نواب البرلمان من حقهم الاحتجاج. وأضاف: «بالنسبة للرئيس الأولوية الأولى هي سلامة المدنيين في قندوز وتطهير المنطقة من الإرهابيين». وتابع أن القوات الأفغانية تحقق تقدماً وأن غني أمر بالتحقيق في أسباب سقوط قندوز بهذه السرعة. وشهدت قندوز حركة نزوح لسكانها من أبناء العرق غير البشتوني الذي تتشكل منه غالبية السكان، وأكد ناطق باسم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، أن قوات خاصة تابعة للتحالف حاربت مسلحي «طالبان» قرب مدينة قندوز. وقال الناطق الكولونيل بريان تريبوس: «تعامل مستشارون من القوات الخاصة للتحالف مع تهديد للمتمردين بجوار مطار قندوز مع تقديمهم المشورة والمساعدة لعناصر قوات الأمن الأفغانية». وتابع: «شنت القوات الأميركية ضربة جوية للقضاء على التهديد في قندوز». ولم يفصح تريبوس عن جنسية القوات الخاصة التي اشتبكت مع المسلحين، لكنه رد بالإيجاب لدى سؤاله عما إذا كان البيان يعني أنها خاضت القتال. وتسمح قواعد الاشتباك التي تطبقها القوات الأميركية المتبقية في أفغانستان لها بالقتال إذا تعرضت لتهديد من مسلحين.