استعر القتال في مدينة قندوز شمال افغانستان غداة سيطرة مقاتلي حركة «طالبان» على المدينة وإطلاقهم سراح أكثر من 700 سجين واستيلائهم على مخازن اسلحة وذخيرة للقوات الحكومية، إذ أرسل الجيش الأفغاني تعزيزات كبيرة وباشر شن هجمات مضادة ساندتها الطائرات الأميركية العاملة في اطار حلف شمال الأطلسي (ناتو) والتي نقلت جزءاً من الجنود الأفغان وقصفت تجمعات لمسلحي الحركة في المدينة وعلى مشارفها. وشدد الكولونيل بريان تريبوس، الناطق باسم الجيش الأميركي في افغانستان، على ان القوات الأميركية والأفغانية تعمل جنباً إلى جنب لإخراج «طالبان» من قندوز. وأعلنت القوات الحكومية استعادة السجن المركزي في قندوز ومواقع داخلها. لكن صحافيين في كابول نقلوا عن مصادر أمنية قولها إن «القوات الحكومية التي أرسلت الى قندوز توقفت في منتصف الطريق في ولاية بغلان لتفادي مكامن قد تكون طالبان نصبتها في مناطق جبلية وعرة يعبرها الطريق المؤدي إلى قندوز». وافاد مواطنون بأن «مسلحي طالبان يجوبون شوارع المدينة بسياراتهم ودبابات وآليات مدرعة غنموها من عناصر الأمن»، كما تحدث السكان عن سماعهم دوي اشتباكات على أطراف المدينة ومن بينها موقع المطار حيث لجأت القوات الحكومية بسبب بعده نسبياً عن ضواحي المدينة». وبثت الحركة شريط فيديو على موقع «فايسبوك» يُظهر انتشار مسلحيها في الساحة الرئيسية بقندوز ورفعهم علمهم الأبيض هاتفين «الله اكبر». كما ظهر في الشريط مسلحاً ابلغ حشداً من الناس ان الحركة ستطبق الشريعة الإسلامية، ورد الحشد قائلاً «ان شاء الله». وانتهى الشريط برسالة صوتية وجهها الزعيم الجديد للحركة الملا اختر منصور، وأوردت: «نحن لا نؤمن بالانتقام، ونعلن عفواً عاماً عن عناصر الجيش الحكومي الراغبين في الانشقاق عن الجيش». وأمر الملا منصور الموظفين الحكوميين والأطباء في قندوز بمواصلة عملهم المعتاد، وأكد للسكان ان «طالبان» ستضمن سلامتهم وتحمي ممتلكاتهم. وختم قائلاً: يجب ان تقبل كابول الحقيقة المرة لنصرنا، ويجب ان تقلق في شأن بقية الدولة». وفي أول اعتراف من الحكومة الأفغانية بسوء التصرف في قندوز، قال معصوم ستانكزي القائم بأعمال وزير الدفاع إن «أي مؤامرة لم تحدث لتسليم قندوز، لكن مسؤولين اساؤوا التصرف وأظهروا عدم مبالاة في التعامل مع معلومات عن إمكان مهاجمة طالبان المدينة».