تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن بلاده ستواصل «حتى النهاية» عملياتها العسكرية ضد «حزب العمال الكردستاني»، بعد مقتل عشرات من مسلحيه في شمال العراق. وأشار إلى أن الجيش التركي قتل أكثر من 30 مسلحاً خلال قصف معاقل «الكردستاني» في شمال العراق ليل الإثنين، متحدثاً عن «مقتل أكثر من ألفي إرهابي حتى الآن داخل تركيا وخارجها» منذ أعلن الرئيس التركي «حرباً على الإرهاب» في 22 تموز (يوليو) الماضي. لكن الرئاسة التركية أعلنت بعد إلقاء أردوغان خطابه، أنه كان يشير إلى عملية نُفذت في 25 الشهر الجاري، وذلك بعدما أفاد الجيش التركي بمقتل 6 من «الكردستاني» خلال اشتباك الإثنين في إقليم هكاري جنوب شرقي تركيا، وسقوط 19 مسلحاً في غارات جوية شنّها الجمعة الماضي على أهداف للحزب في شمال العراق. واعتبر أردوغان أن ضربات الجيش «قصمت ظهر التنظيم (الكردستاني) وكبّدته خسائر أكثر مما خسر طيلة السنوات ال15 الماضية»، وزاد: «تواصل قواتنا عملياتها، داخل البلاد وخارجها. سنواصل القتال بلا كلل أو ملل، ولن نتهاون، حتى النهاية بإذن الله. التنظيم الإرهابي لن يحقق شيئاً من الهجمات المسلحة، وعليه أن يعلم أن هذا هو النزع الأخير بالنسبة إليه». أردوغان الذي كان يتحدث أثناء «اجتماعات مخاتير تركيا» التي يعقدها دورياً في قصره، ويستخدمها قناة لتوجيه رسائل سياسية، كرّر أن سياسات «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي تخدم «الإرهاب وحزب العمال الكردستاني فقط». وأضاف في إشارة إلى أعضاء الحزب بزعامة النائب صلاح الدين دميرطاش: «نجحتم في خداع الناس في 7 حزيران (يونيو)، ولكن أعتقد بأنكم لن تتمكنوا من ذلك مرة أخرى في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)» المقبل. وأشار الرئيس التركي بذلك إلى نجاح الحزب في دخول البرلمان في الانتخابات النيابية التي نُظمت في حزيران، بتخطيه للمرة الأولى عتبة نسبة ال10 في المئة من الأصوات. وأسفر ذلك عن خسارة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الغالبية في البرلمان، للمرة الأولى منذ تسلّمه السلطة عام 2002. ويحشد أردوغان أنصاره، من أجل منع «حزب الشعوب الديموقراطي» من دخول البرلمان مجدداً، في الانتخابات المبكرة المرتقبة مطلع تشرين الثاني. لكن دميرطاش رفض ربط حزبه ب «الكردستاني»، قائلاً: «لدى الكردستاني أجندته الخاصة، ولا يهمه نجاحنا في الانتخابات أو خسارتنا. لا نؤيّد الحزب، لكننا أيضاً لا نستعديه». في غضون ذلك، يدور همس في أوساط قريبة من قصر الرئاسة عن الاستغناء قريباً عن خدمات رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، وتعيينه مندوباً لتركيا لدى الأممالمتحدة. وكان أردوغان وصف فيدان بأنه «كاتم أسراره»، إذ نفّذ كل خطط الرئيس وأوامره، بما فيها تغيير بنية الاستخبارات وتعيين موالين للحزب الحاكم في مفاصل الجهاز الذي عُرف سابقاً باستقلاله سياسياً. لكن شرخاً أصاب العلاقة بين الرجلين، بعد استقالة فيدان قبل أشهر، بالتنسيق مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، من أجل خوض الانتخابات النيابية. لكن أردوغان أحبط ذلك، وغضب من فيدان الذي لم يستأذنه في خطوته، علماً أن رئيس جهاز الاستخبارات يتبع رئيس الوزراء، لا رئيس الجمهورية، وفق الدستور. ويدور حديث عن احتمال أن يخلف فيدان، وزير الداخلية السابق أفكان آلا الذي تتهمه المعارضة ب «تنفيذ الأجندة الخفية لأردوغان، خارج القانون».