قصفت طائرات حربية تركية من طراز «إف 16» مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في حي شمس الدين بإقليم هكاري (جنوب شرق) المحاذي للحدود مع إيرانوالعراق، بعدما قتل مسلحون من الحزب جندياً في المنطقة. وتندلع اشتباكات يومية بين القوات الحكومية ومسلحي «الكردستاني» الذين يملكون قواعد في جبال شمال العراق المجاور، منذ أن انهار وقف النار بين الجانبين في 22 تموز (يوليو) الماضي، ما ألقى بظلاله على مفاوضات السلام بينهما. وأفادت وكالة الأناضول للأنباء بأن أكثر من 900 من مقاتلي «الكردستاني» سقطوا في جنوب شرق تركياوالعراق منذ 22 تموز، في مقابل مقتل حوالى 70 عسكري تركية في هجمات شنها «الكردستاني» الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه منظمة إرهابية. وليل الثلثاء، استخدمت الشرطة التركية في وسط إسطنبول قنابل مسيلة للدموع ورصاصاً مطاطياً وخراطيم مياه لتفريق تظاهرة ضد العملية العسكرية الجارية ضد المتمردين الأكراد، كما اعتقلت 14 محتجاً. والتظاهرة التي شارك فيها حوالى 500 شخص انطلقت بهدوء من شارع تاكسيم (الاستقلال) الشهير وسط الشطر الأوروبي من إسطنبول. لكن الشرطة تدخلت لدى وصول المحتجين الى منتصف الشارع، وإطلاقهم شعارات منددة بحكومة الرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان، والعملية العسكرية ضد «الكردستاني». واعتقلت الشرطة مصوراً صحافياً حاول التقاط صور لأشخاص جرى توقيفهم، ثم أطلقته بعد أن تدخل زملاؤه مؤكدين أنه مصور مشهود له، كما أصيب مصور فيديو بجروح لدى تدخل الشرطة ضد المتظاهرين. على صعيد آخر، اعتبر زعيم حزب «الشعوب الديموقراطية» في تركيا، صلاح الدين دمرطاش، ان اعمال العنف بين قوات الأمن والمتمردين الأكراد في جنوب شرقي البلاد تجعل «من المستحيل» تنظيم انتخابات اشتراعية مبكرة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال دمرطاش لصحيفة «حرييت» على موقعها الإلكتروني: «الظروف غير متوافرة في الشرق لإجراء انتخابات، إذ ينقل رفاقنا القادمون من المنطقة معلومات غير مريحة»، في اشارة الى اشخاص أرسلهم الحزب الى جنوب شرقي البلاد لمعرفة حقيقة الوضع الأمني في تلك المناطق. وكان حزب «الشعوب الديموقراطية» حقق نجاحاً كبيراً في انتخابات 7 حزيران (يونيو) الماضي بنيله 13 في المئة من الأصوات منحته 80 مقعداً من مقاعد البرلمان ال 550. وحرمت هذه النتيجة حزب «العدالة والتنمية» برئاسة رجب طيب اردوغان من الأكثرية المطلقة التي كان يتمتع بها منذ العام 2002. وأعقب ذلك، فشل احمد داود اوغلو، زعيم حزب «العدالة والتنمية» ورئيس الحكومة المكلف، في تشكيل حكومة ائتلافية، ما دفع اردوغان الى الدعوة الى انتخابات اشتراعية مبكرة، بأمل استرجاع حزبه الغالبية المطلقة في البرلمان لتشكيل الحكومة بمفرده بلا ائتلاف. اما دمرطاش فأعلن انه ينوي كسب 20 في المئة من الأصوات في الانتخابات المبكرة.