حقق الجيش اليمني المدعوم من قوات التحالف انتصاراً مهماً أمس، بتحريره التلال المطلة على سد مأرب ومنطقة البلق من الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بعد معارك طاحنة استمرت ساعات. وأشار مصدر إلى أن تحرير منطقة السد تم من خلال عملية عسكرية شاركت فيها قوات برية ومدفعية، بتغطية من طيران التحالف، وأدت إلى مقتل العشرات من عناصر الحوثيين وقوات صالح وجرح وأسر آخرين. في غضون ذلك، تجري الاستعدادات لبدء عملية تحرير محافظة الجوف المجاورة لمأرب. وأكد قائد «لواء النصر» في الجوف العميد أمين العكيمي، أن اجتماعات موسعة عقدت خلال اليومين الماضيين بين قيادات الجيش الوطني وقوات التحالف، جرى خلالها درس خطة تحرير الجوف، مشدداً على أن التحرير لن يستغرق طويلاً. وقال مصدر في مصفاة عدن (رويترز) إن المصفاة البالغة طاقتها 150 ألف برميل يومياً استأنفت العمل أمس بعد توقفها في نيسان (أبريل) الماضي مع احتدام الصراع في البلاد. وقال إن المصفاة تعمل بنصف طاقتها في الوقت الحالي. وقال السكرتير الصحافي لمحافظ مأرب علي الغليسي ل «الحياة»، إن القوات المشتركة سيطرت على مواقع مهمة، من خلال تقدمها المستمر في المواجهات المسلحة في مأرب، وتمكنت من السيطرة على أجزاء واسعة من تلة حمة المصارية، وهي إحدى أهم التلال في مأرب. كما سيطرت على المستشفى الميداني، ووصلت القوات الشرعية إلى طريق منطقة كوفل، إذ يضخ النفط إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، بعد قتال عنيف قتل وجرح خلاله العشرات من عناصر الحوثيين وقوات صالح وأسر عدد منهم. وأكد مصدر محلي أن المقاومة والجيش غنما الكثير من العتاد والأسلحة ومعدات عسكرية كبيرة ومتنوعة من ميليشيات وقوات الانقلابيين، ومنها رشاشات وبنادق قنص حديثة ومتطورة وتجهيزات عسكرية وجدت عليها كتابات باللغة الفارسية، تدل على أنها أسلحة إيرانية الصنع. وأفادت مصادر عسكرية في الجيش اليمني بأن معسكر «صحن الجن» في مأرب وصلته أول شحنة أسلحة جديدة ومتطورة من السعودية، عبر منفذ الوديعة في حضرموت. وقالت المصادر إن «ناقلات سعودية تحمل أسلحة نوعية وذخائر وصلت إلى اللواء ال14 المنضم للشرعية المتخذ من معسكر صحن الجن مقراً له (شمال مدينة مأرب) قادمة عبر منفذ الوديعة، لتسليح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بجبهات القتال غرب مأرب». وتعد هذه الشحنة هي الأولى منذ انضمام اللواء ال14 التابع للحرس الجمهوري إلى الشرعية في حزيران (يونيو) الماضي، وإرساله تعزيزات إلى جبهات القتال غرب مأرب. وجدد طيران التحالف قصفه مواقع ميليشيات الحوثيين أمس في صنعاء، إذ أغار على قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، التي سيطر عليها الحوثيون منذ اجتياحهم للعاصمة قبل نحو عام. واستهدفت الغارات أيضاً معسكر الخرافي غرب العاصمة ومواقع عسكرية أخرى. إلى ذلك، شن طيران التحالف أمس غارات جوية استهدفت مواقع تمركز الحوثيين وصالح في محافظة تعز، وتركز القصف على منطقة البليلي، واستهدف مخزناً للسلاح قرب الدفاع الساحلي في المخا، كما تم استهداف المحجر الجديد الواقع على خط المخا - تعز، ومعسكر الدفاع الساحلي، والدفاع الجوي في المخا. وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة»، إن معارك عنيفة استمرت أمس في تعز بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعوم من قوات التحالف وبين ميليشيات الحوثي وصالح في الوازعية، حيث تصدت المقاومة لهجمات عدة للميليشيا. وأكد المصدر أن القيادي الحوثي أبو زيد لقي مصرعه خلال المواجهات التي دارت أمس في حي الجحملية، ونقل جثمانه أمس من مشفى الخليج في الحوبان. وعلى الحدود الجنوبية السعودية، ضيقت القوات البرية السعودية الخناق على ميليشيا الحوثي وأتباع صالح بعد توجيه ضربات موجعة للمقاتلين المسلحين وآلياتهم، ما أجبرهم على التراجع عشرات الكيلومترات داخل الأراضي اليمنية. وبدأ الحوثيون بإطلاق قذائف عشوائية أصابت إحداها المجاهد علي بن فهد أبو محاسن، أحد منسوبي فرع إدارة المجاهدين في منطقة جازان وأدت إلى استشهاده مغرب أول من أمس. وردت القوات البرية على مصدر النيران، وتم تدمير قاعدة لإطلاق القذائف، وقتل أربعة متمردين. إلى ذلك، قال وزير الشباب والرياضة اليمني نايف البكري ل «الحياة»: «إن الأسبوع الحالي سيشهد تحرير مدينة مأرب بالكامل»، وأشار إلى أن الميليشيات في مأرب لم تعد تسيطر على أي مواقع هناك، عدا موقعاً أو اثنين، مؤكداً أن هناك تعزيزات عسكرية إضافية في طريقها إلى مأرب من قوات التحالف، ورجال المقاومة الشعبية، لبسط الأمن في هذه المدينة. وأوضح أن الخطوة المقبلة بعد تحرير مأرب ستكون تعز وصنعاء وصعدة ليتم تحرير اليمن كاملاً.