دعا الرئيس محمود عباس ابناء حركة «فتح» في القدس الى منع المستوطنين من دخول الحرم القدسي الشريف «بأي طريقة». وقال في كلمة امام اعضاء من «فتح» المقدسيين خلال اجتماع لهم في رام الله: «لا يكفي أن نقول جاء المستوطنون، بل يجب منعهم من دخول الحرم (الأقصى) بأي طريقة». وأضاف في الكلمة التي بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا): «فهذا حرمنا وأقصانا وكنيستنا (القيامة)، لا يحق لهم دخولها وتدنيسها، ان تقف صدورنا العارية امام وجوههم لنحمي مقدساتنا». وتابع: «كيف يمكن ان نكون يداً واحدة ضد هذه الهجمات التي يقودها المستوطنون في كل مكان. لا يكفي ان نقول ان هناك مرابطين، بل يجب ان نكون كلنا مرابطين في الأقصى، وأن تقود هذا الرباط... فتح التي انطلقت عام 1965. يجب ان تكمل الرسالة والمسيرة وأن تحرر الأرض وأن تحمي المقدسات». وتأتي تصريحات عباس مع تصاعد التوتر في الأيام الأخيرة في المسجد الأقصى مع سماح السلطات الإسرائيلية للمستوطنين بالدخول الى ساحاته، وما رافق ذلك من وقوع مواجهات بين افراد الشرطة الإسرائيلية والمصلين. وتفرض اسرائيل قيوداً على دخول الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، وتمنع دخولهم اليها الا بعد الحصول على تصاريح خاصة نادراً ما تمنحها لهم. وخاطب عباس ابناء الحركة التي يرأسها قائلاً: «الوضع الآن لا يحتمل أي كلام او مطلب خاص او عام، يجب ان يكون لدينا مطلب واحد فقط وهو أن نحمي القدس». وأضاف: «القدس هي درة التاج، وهي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، ومن دونها لن تكون دولة». وأظهرت لقطات مصورة مئات الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في شوارع القدس بعد ان منعتهم السلطات الإسرائيلية من الصلاة في المسجد الأقصى. ويتّهم الفلسطينيون إسرائيل بمحاولة منع وصولهم إلى المسجد الموجود داخل أسوار البلدة القديمة في القدس للسماح لليهود بالصلاة هناك. ويضغط اليهود المتشددون لتسهيل وصولهم إلى الأقصى. ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجود أي تحركات لتقييد حرية دخول الفلسطينيين إلى المسجد. وشهدت مدن بالضفة الغربية امس مسيرات دعت اليها حركة «حماس» لنصرة الأقصى. ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل المسلمين الخميس إلى الدفاع عن المسجد الأقصى، قائلاً إن إسرائيل تحاول السيطرة على الموقع الذي كان بؤرة انتفاضة فلسطينية عام 2000. وقال مشعل الذي كان يتحدث في الدوحة التي يقيم بها: «أدعو الأمة إلى ان تغضب من أجل الأقصى. وأهنئ هؤلاء المرابطين من الرجال والنساء والمجاهدين الذين يلتحمون مع العدو للدفاع عن الأقصى».