تصدر السياسي العراقي صالح المطلك زعيم «جبهة الحوار» أحد أهم مكونات «ائتلاف العراقية»، الأحداث العراقية، فما ان تم حسم موضوع استبعاده من الانتخابات البرلمانية، حتى أعلنت «هيئة المساءلة والعدالة» انها أحالت قضيته الى «المحكمة الجنائية العليا» بعدما اتهمته ب «دعم فصائل مسلحة»، وعلى رغم ان المطلك ينفي بشدة دعمه أي جهة مسلحة الا انه يؤكد ان «قلبه وعقله مع المقاومة وانه يجل ويحترم الشعب المقاوم». ويعزو المطلك في حوار مع «الحياة» إبعاده عن الانتخابات الى الخوف الذي اصاب الطبقة الحاكمة بعد توحده مع اياد علاوي وإدراكها انها ستتعرض للمحاكمة والحساب، مؤكداً ان علاوي هو رئيس الوزراء العراقي المقبل. وهنا نص الحوار: ما السبب وراء إلغاء قراركم إلغاء مقاطعة الانتخابات، وعودة «جبهة الحوار» الى السباق الانتخابي؟ - عدنا الى الانتخابات نزولاً عند رغبات جماهيرنا وأصدقائنا لأن الجميع يعتقدون ان من دون «جبهة الحوار» لن يحقق ائتلاف العراقية «الغالبية البرلمانية المنشودة، وبالتالي لن تتمكن من إجراء التغيير الذي نطمح اليه، وهناك من يعتقد أيضاً أن عودة الجبهة ستجعل «العراقية» تأخذ التسلسل الأول ونحن متأكدون من ذلك، لكننا متأكدون ايضاً من ان هناك ارادة قوية من الطرف الآخر الحاكم لتزوير الانتخابات وتشويه الحقيقة، وعملية الإقصاء الأخيرة هي احدى المقدمات للتزوير، وبالتالي لم نرِد ان نكون السبب في عدم حصول العراقية على الغالبية البرلمانية. توصلنا الى نوع من الاتفاق مع الإخوة في «العراقية» على انه في هذه المرة أما ان تسير الانتخابات في شكل سليم ونحقق الغالبية، والغالبية قائمة اذا لم يحصل تزوير، واذا حصل تزوير كبير فإننا سننسحب جميعاً من العملية السياسية ولا نكون جزءاً منها. ما هو دور «جبهة الحوار» اذا فازت «العراقية» في الانتخابات؟ - «جبهة الحوار» هي الركن الأساس في «العراقية»، وسيكون لها الدور الأكبر في حال فوزها، نحن لا نبحث عن مواقع لكننا نريد التغيير. ماهو نوع التغيير الذي تريدونه؟ - التغيير هو إنهاء المحاصصة الطائفية والعرقية، ومحاسبة جميع القتلة والمفسدين وبناء جيش مهني قادر على حماية البلاد وبسط القانون والعدالة في ربوع البلاد وإعادة المهجرين، وإعادة العراق الى محيطه العربي. ما سبب ابعادك من الانتخابات لا سيما ان «هيئة المساءلة والعدالة « لم تعلن حتى اللحظة عن اسباب الإبعاد رسمياً؟ - سبب إبعادي هو توحدي مع اياد علاوي وتشكيل قائمة هزت أحزاب السلطة، لأنها قائمة جاءت بمشروع وطني تنامى بشكل سريع بين العراقيين، وهم أدركوا ان بقائي يعني فوز «العراقية» وانها ستأتي وتحكم وبالتالي محاسبتهم على ما فعلوه خلال السنوات الماضية. منذ اليوم الأول لوضع يدي بيد اياد علاوي اخذوا يبحثون عن سبب لإبعادي من الانتخابات وفتشوا كثيراً فلم يجدوا شيئاً، لذلك ذهبوا الى مسألة الترويج لفكر الحزب (حزب البعث) وهي قضية تافهة جداً وسخيفة لأن الترويج غير معرف بقانون وبالتالي لا يستطيع ان يحكم علي احد بالاعتماد عليه. ما هي تطورات القضية التي رفعتموها ضد «هيئة المساءلة والعدالة « ورئيسها أحمد الجلبي ومديرها التنفيذي علي اللامي في «المحكمة الاتحادية»؟ - أشك في انها ستفعل شيئاً، لأني محبط من القضاء العراقي وأعتقد انه واقع تحت التأثير السياسي والدليل على ذلك إصدار هيئة التمييز (المختصة بالنظر بطعون المستبعدين) قرارين متناقضين في اقل من اسبوع وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ القضاء العراقي تدل دلالة واضحة على عدم استقلالية القضاء. لماذا رفعتم الدعوى اذاً؟ - رفعنا الدعوى كجزء من رفع العتب والحجة حتى لا يلومنا احد على رغم احباطي من انحياز هيئة التمييز، ولأننا نريد أن نسلك جميع الطرق القانونية. هددتم سابقاً برفع دعوى ضد الحكومة في المحاكم الدولية، هل ستنفذون هذا التهديد واي المحاكم ستلجأون اليها؟ - نحن نخطط لرفع دعوى في محكمة العدل الدولية، لكن لا يجوز ان يرفع أشخاص دعوى بحسب قانون المحكمة، ونحن لن نتمكن من ذلك الا اذا ساعدتنا إحدى الدول، ما يضطرنا الى رفع الدعوى في محكمة حقوق الانسان. الا تمتلكون علاقات جيدة مع أي دولة؟ - نمتلك علاقة أخوية طيبة مع سورية والأردن وهما حاولتا الاتصال بأصحاب القرار في العراق لإلغاء قرارات الإقصاء لكن من يمتلك زمام الأمور في العراق ليسوا رجال دولة لذلك لا يمكن التأثير فيهم. هل ستساعدكم سورية والأردن في رفع دعوى في محكمة العدل الدولية؟ - لست متأكداً من ذلك. هناك قضية محالة من قبل «هيئة المساءلة والعدالة» الى «المحكمة الجنائية العليا» ضدكم لاتهامكم بدعم فصائل مسلحة تقوم بقتل العراقيين؟ - هذه افتراءات وأكاذيب يطلقها المالكي (رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي) والمحيطون به وعلي اللامي، وهي جزء من مسلسل استهدافي والقائمة العراقية ومحاولة تشويه سمعتنا للنيل من شعبيتنا والتاثير على حظوظ «العراقية» الانتخابية. لكن «هيئة المساءلة» تحدثت عن أدلة واعترافات؟ - لقد اعتقل لواء بغداد التابع للمالكي عدداً من أفراد حمايتي واعضاء في «جبهة الحوار» قبل اربعة أشهر، وأجبروهم على الإدلاء باعترافات غير صحيحة، لأن لواء بغداد خرج على القانون وأصبح اداة قمعية بيد المالكي والسلطة لضرب معارضيهم وتشويه سمعتهم. ما هو نوع تلك الاعترافات؟ - الاعترافات التي اخذت تحت التعذيب هي ان صالح المطلك مرتبط بحزب «البعث» ويمول حزب «البعث»، وان المطلك يدعم احد الفصائل المسلحة الذي ساهم في قتل العراقيين، وهذا غير صحيح لأنني لا اعرف هذا الفصيل الذي ذكره علي اللامي ولم تكن لي أي علاقة به. ( وكانت هيئة المساءلة والعدالة اتهمت المطلك بتمويل ألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجيش الإسلامي). لكنك معروف بمواقفك المؤيدة لما تسميه «المقاومة»؟ - نعم، فأنا مع المقاومة التي تستهدف المحتل فقط، وقلبي وعقلي معها، وانا اجل واحترم الشعب المقاوم لكنني لم أمول أي حركة مقاومة لأنني بالكاد أتمكن من تمويل الحركة السياسية التي أديرها. ما رأيك بالموقف الأميركي من قضية استبعاد بعض المرشحين؟ - كان موقفاً غريباً ومحبطاً لا سيما ان واشنطن لم يبقَ ما تبرر به عدوانها على العراق سوى الديموقراطية التي من المفروض ان تنقذها، وهم لم يتدخلوا لأنهم لا يريدون سوى الخروج بأسرع وقت من العراق، كما انهم خدعوا بالتظاهرات التي أخرجتها احزاب السلطة ضد البعثيين وأوهموا الأميركيين بأن ثورة شعبية ستحصل اذا عاد المستبعدون، وهم (الأميركيون) صدقوا ذلك ما جعلهم يخشون التدخل وإعادة المستبعدين، لكن موقف الاتحاد الأوروبي لا سيما فرنسا وروسيا كان موقفاً مشرفاً، وكان يفترض بالأميركيين تحريك المجتمع الدولي وتهديد الحكومة العراقية بأن واشنطن والمجتمع الدولي لن يعترفا بشرعية الانتخابات ولا الحكومة التي ستفرزها وهذا هو الحد الأدنى الذي كان يجب ان تفعله واشنطن. كيف هي علاقتك مع الأميركيين؟ - علاقتي مع الأميركيين ليست متشنجة وتحسنت كثيراً بعد زيارتي الأخيرة واشنطن، وانا أعتقد ان العراق لا يزال يحتاج اميركا لأنه ضعيف، ومهدد من جيرانه جميعاً. ما رأيك باستثناء المالكي لنحو 400 ضابط مشمولين بقرارات «هيئة المساءلة والعدالة؟ - أعتقد ان هؤلاء الضباط ربما تحولوا الى تابعين وخاضعين ومطيعين للمالكي وينفذون اجنداته ورغباته، ولولا ذلك لما استثناهم. باعتقادك من سيكون رئيس وزراء العراق المقبل؟ - اياد علاوي هو صاحب الحظ الأوفر في تولي منصب رئاسة الوزراء في الأربع سنوات المقبلة لأن لديه علاقات جيدة مع الأكراد ومع ائتلاف الحكيم (الائتلاف الوطني العراقي)، كما انه يحظى بدعم اقليمي ودولي لأن اميركا والدول الغربية تنظر الى «ائتلاف العراقية» بأنه الأقرب الى توجهاتها لأنه قائمة علمانية ليبرالية. تتهم ايران بإقصائك، ما سر هذا العداء مع ايران؟ - ليس لي أي عداء مع ايران وأنا أتطلع لبناء افضل العلاقات معها، لكنني أخذت عليها تدخلها السافر في الشأن العراقي وكل الذي اريده من طهران هو ان تتعامل مع العراق في شكل متكافئ وان لا تتدخل وآنذاك سنبني افضل العلاقات معها.