أعلنت سلطة الطاقة في قطاع غزة عن وقف محطة توليد الكهرباء عن العمل ظهر أمس بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها في أعقاب اغلاق اسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد في القطاع. وقال نائب رئيس سلطة الطاقة في غزة فتحي الشيخ خليل إن المحطة توقفت نتيجة عدم توافر الوقود اللازم لتشغيلها بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم «على رغم تجهيز أوامر الشراء». وأضاف أن لديه معلومات مفادها أن «لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي نية إغلاق المعبر» الواقع جنوب شرقي مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع اليوم بسبب عيد «بوريم» (عيد المساخر) لدى اليهود. وأوضح أن «جدول توزيع الكهرباء سينتظم 6 ساعات وصل و 12 ساعة فصل، الى أن يتم توريد الوقود في شكل اعتيادي»، مشيراً إلى أن «لهذا الجدول تأثيرات سلبية عديدة على كل القطاعات ومناحي الحياة في القطاع». ودعا الشيخ خليل سلطة الطاقة في التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية الى «توريد كميات كبيرة من الوقود يومياً تصل إلى مليون ليتر لتفادي حصول مثل هذه الإشكالات». وأشار الشيخ خليل إلى أن «ما يتم توريده يومياً يتراوح بين 300 إلى 400 ألف لتر فقط». وتفتح اسرائيل معبر كرم أبو سالم عادة خمسة أيام في الاسبوع، وتغلقه يومي الجمعة والسبت. وأغلقت اسرائيل معبري كرم أبو سالم وبيت حانون (ايرز) الخميس الماضي انتقاماً على ما يبدو من سكان القطاع بسبب اطلاق عشرات الصواريخ من القطاع على بلدات ومستوطنات يهودية. وتستهلك محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع حوالى 400 ألف لتر من وقود الديزل الصناعي الثقيل لتشغيل مولدين من أصل أربعة لتوليد نحو 70 ميغاوات، تُضاف الى 120 تزود بها اسرائيل القطاع علاوة على 28 من مصر. وأعلنت الحكومة التي تقودها حركة «حماس» الاسبوع الماضي أن قطر وافقت على تمديد تمويلها للمحطة لثلاثة أشهر أخرى لشراء الوقود اللازم من اسرائيل عبر السلطة الفلسطينية. وكانت قطر وافقت على دفع نحو 30 مليون دولار منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي لتمويل شراء الوقود لثلاثة أشهر انتهت أخيراً. الى ذلك، أعلن وكيل وزارة الخارجية في حكومة «حماس» في غزة غازي حمد أن «السلطات المصرية لا ترد على الاتصالات» التي تجريها للمطالبة بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر منذ إغلاقه للمرة الأخيرة قبل بضعة أسابيع. ووصف حمد في تصريحات نشرها موقع «الرأي» الالكتروني التابع لحكومة «حماس» قرار إغلاق المعبر ب «المؤلم والمؤسف في آن واحد» لعدم وجود مبرر أو مسوغ لهذه الخطوة. وقال حمد إنه «بعيداً من المواقف السياسية والاختلاف في الرؤى، لا يوجد هناك أي مبرر لإغلاق المعبر أمام سفر المرضى الذين يموتون ويعانون يومياً، الأمر الذي أدى إلى تحويل القطاع إلى سجن كبير». وأوضح أن «الحكومة بعثت رسائل إلى جهات خارجية عدة من بينها الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية لحضها على التحرك وفتح معبر رفح في شكل عاجل». وكانت السلطات المصرية أغلقت المعبر قبل أكثر من شهر أمام مغادرة المرضى والطلبة والحالات الإنسانية، لكنها فتحته مرات عدة أمام سفر المعتمرين وعودة العالقين الى القطاع. وتقول السلطات المصرية إنها تُغلق معبر رفح منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في الثالث من تموز (يوليو) الماضي باستمرار بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في شبه جزيرة سيناء. لكن حركة «حماس» ترى فيه عقاباً لها وللشعب الفلسطيني نظراً لأنها جزء من جماعة «الأخوان المسلمين» التي تم حظر نشاطها في مصر واعتبارها «منظمة ارهابية».