انتشرت قوات من الجيش العراقي في راوة، غرب الأنبار، معززة بأربع مروحيات، تحسباً لانتقال المسلحين إليها، بعدما عزلت المدينة عن الأنبار بتفجير الجسر الوحيد الذي يربطها بباقي المحافظة. وعلمت «الحياة» من مصادر داخل الفلوجة، أن مسلحي العشائر يتعرضون لحرج كبير بسبب العمليات التي ينفذها عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بينها تفجير الجسور. وقال نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي ل «الحياة» أمس، إن الجيش أرسل تعزيزات إلى راوة «تحسباً لانتشار المسلحين فيها بعدما تم عزلها بالكامل». وأوضح أن «وحدات الجيش من الرمادي والفلوجة توجهت إلى المدينة بعد تفجير الجسر الذي يربطها بعانة فعزلت عن الأنبار تماماً». وأشار إلى أن «التفجير الذي طاول الجسر تم بشاحنة مفخخة توقفت في منتصفه وصادف أثناء تفجيرها مرور موكب من السيارات، ما أدى إلى قتل نحو 15 شخصاً وإصابة 20 آخرين». وأضاف أن «غالبية جثث القتلى غرقت في النهر، فيما وصلت امس قوة من الشرطة النهرية التابعة لمحافظة صلاح الدين للمساعدة». وعن الرمادي، قال العيساوي إن «الاشتباكات متواصلة بين القوات الأمنية من جهة ومسلحي العشائر وعناصر «داعش» الارهابيين في الأحياء الجنوبية من المدينة من جهة ثانية»، وزاد أن «عدداً من القناصة التابعين لداعش يمنعون تقدم القوات، كما أن الجيش يخشى اقتحامها خوفاً من وقوع إصابات في صفوف المدنيين». إلى ذلك، قال عضو في مجلس عشائر الفلوجة، طالباً عدم نشر اسمه، في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «الفصائل المسلحة في المدينة من أبناء العشائر، يرفضون بشكل كامل أعمال العنف التي تشهدها الأنبار». وأضاف أن «ثوار الفلوجة والرمادي يرفضون ظاهرة تفجير الجسور التي تتعرض لها المدينة منذ شهور»، ولفت إلى أن «خمسة جسور استراتيجية تم تدميرها في الأنبار خلال ستة أشهر أدت إلى تقطيع الأوصال بين مدن المحافظة». وأوضح أن «ثوار الأنبار يرفضون سلوك بعض العناصر المتشددة، وعددها قليل، وتنفيذ أعمالها من دون علم الثوار، وهم محرجون من هذه الأفعال ونرفضها جملة وتفصيلاً». ولفت إلى أن «تفجير الجسر الذي يربط راوة بمدينة عانة يتضرر منه المواطنون وحدهم»، وتابع أن «عودة مئات النازحين من الفلوجة والكرمة إلى راوة أصبحت صعبة». إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية في الأنبار السيطرة على معسكر يضم أسلحة ومتفجرات خلال عملية تفتيش ليلية على الحدود العراقية السورية. وجاء في بيان لقيادة العمليات أمس، أن « قوة من الجيش سيطرت على معسكر قرب الحدود العراقية يضم أسلحة ومتفجرات خلال عملية تفتيش ليلية في منطقة الخسفة غرب الأنبار». وأضاف أن المعسكر كان خالياً من المسلحين وتم العثور فيه على أسلحة وذخائر ومتفجرات وعدد من العبوات الناسفة».