تقف الجبال بحللها الخضراء التي ترتفع إلى أكثر من ثلاثة آلاف قدم مشبعة بالأمطار على مدار السنة كأحد أبرز معالم الطبيعة المتنوعة، إلى جانب الغابات التي توفر 165 نوعاً من الأشجار، لتعطي محافظة العيدابي (80 كليومتراً تقريباً إلى الشمال الشرقي من منطقة جازان)، فرصة كبيرة لتتبوأ مركزاً متقدماً في الخريطة السياحية للمنطقة، إلى جانب انتشار الزراعة، وتعلق من يزورها بأسواقها الشعبية التي توفر الحاجات القديمة والحديثة بأسعار جيدة، وتثير أجواء من الألفة والتقارب. ويزيد عدد سكان المحافظة على 85 ألف نسمة في وضع وسط بين محافظات الريث من جهة الشمال والعارضة من الجنوب وصبيا من الغرب وبني مالك من الشرق، وتضاريس السهول المنبسطة والجبال الشاهقة والهضاب المتوسطة، لتكون وجهة المتنزهين طوال العام، لما تمتلكه من مواقع سياحية ومطلات جبلية مثل جبال صماد ومصيدة وفوسان والبازخ والصهاليل والجبل الأسود التي تكتسي باللون الأخضر، لكثرة الأمطار التي تشهدها سنوياً، ويصل ارتفاع بعضها إلى ثلاثة آلاف قدم. كما تشتمل طبيعتها على الأودية التي تنحدر من مرتفعاتها الجبلية، ومنها أودية قصي وجورا وضمد وغيرها، لتهيئ هذه التضاريس لأهالي المحافظة مصدراً لعيشهم عبر احتراف الزراعة كمهنة تتوارثها الأجيال، ما جعل سكان المرتفعات يتسابقون على زراعة البن والخضار والفواكه بأنواعها، فيما عثر أهالي المناطق السهلية على ضالتهم في زراعة الحبوب والخضار بأنواعها، إلى جانب بعض الأصناف من الفاكهة. ومن أهم المقومات التي جذبت غالبية الزائرين، أسواقها الشعبية التي كانت وما زالت تمثل مركزاً للتبادل التجاري، وتزويد الأهالي بحاجاتهم اليومية، ومن أبرزها سوق العيدابي وعيبان وحجن بني الشيخ وهروب. وإن كانت الزراعة والبيع والشراء من الحرف التي اعتمدها الأهالي، فإن حرفة الرعي وتربية الماشية لم تكن غائبة عن الأهالي، خصوصاً سكان القرى التي يزيد عددها على 350 قرية. كما أسهمت الغابات الكثيفة خصوصاً مع تنوع الأشجار المثمرة مثل السدر والكراث والشوكي والمجرى التي بلغ عددها 165 نوعاً في إيجاد فرص استثمارية متاحة أمام الأهالي لتربية النحل وبيع العسل.