دبي، الناصرة - «الحياة»، أ ف ب - بعد أيام من التهليل في الإعلام الإسرائيلي بقدرات أذرع الأمن في دبي على كشف صور المشبوهين بتنفيذ اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح الشهر الماضي، وبأن هذا الكشف فاجأ مخططي العملية ومرسلي المنفذين الذين اعتقدوا أن «الخصم سيكون ضعيفاً»، تبدلت لهجة المعلقين في الشؤون العسكرية بعد إعلان دبي أول من أمس تورط 15 شخصاً آخر في الاغتيال، وتساءلوا عما إذا كان وراء هذا النشر الجديد «تضليل مقصود» بحثاً عن خيوط توصل إلى مرتكبي العملية، أم أنه «مجرد فانتازيا لقائد شرطة دبي الذي يبدو كمن بهرته أضواء الإعلام الذي أشاد بقدرات شرطته». واستبعد المعلقون أن تقوم «منظمة استخباراتية غربية جدية» بإرسال 26 عميلاً لتصفية شخص واحد. وكتب رونن برغمان في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان «كل خبير في العمل الاستخباراتي يؤكد أن مثل هذه المجازفة (إرسال 26 عميلاً إلى بلد أجنبي) تكون مبررة فقط إذا كان الأمر متعلقاً بقيام المبحوح بتهريب رأس حربية نووية من ايران إلى غزة، أما إذا كان الأمر غير ذلك فإن أي ناشط إرهابي لا يستحق مثل هذه المجازفة». ورأى يوسي ميلمان في صحيفة «هآرتس» أن النشر الجديد هو إما «لبنة أخرى في الحرب النفسية التي تشنها شرطة دبي، أو أن محققيها يتلمسون طريقهم في الظلمة، وأن الصورة ليست واضحة». وأضاف أنه في غياب أدلة حسية تربط إسرائيل بالاغتيال، فإن الهدف الرئيس ليس فقط تحقق، إنما أيضاً تم تبليغ رسالة ردع لقادة حركة «حماس» بأن الذراع الطويلة للمنظمة التي نفذت العملية قادرة على الوصول إلى أي قيادي آخر في الحركة، وانه يجدر بهم أن يحذروا. وكتب المسؤول السابق في «جهاز الاستخبارات الخارجية» (موساد) رامي ايغرا في صحيفة «إسرائيل اليوم» متهكماً من شرطة دبي، وقال انها باتت تشتبه بأن كل أجنبي زار دبي ولم تعرف الغرض من زيارته «عميل موساد وشريك في اغتيال المبحوح». وأضاف أنه ليس معقولاً أن منظمة غربية كانت لتجازف بهذا العدد من العملاء في مهمة بسيطة نسبياً، «وليس معقولاً أن المسؤول عن حياة بشر (العملاء) قرر أن يهربوا من دبي من طريق ايران». وختم أن قائد شرطة دبي «جعل من روايته الأولى فانتازيا فيها مزيج غير مفهوم من الخيال والواقع». فلسطيني ثالث في غضون ذلك، نقلت صحيفة «الاتحاد» الإماراتية امس عن مصدر رفيع في شرطة دبي ان التحقيقات في اغتيال المبحوح تشمل شخصيْن يحملان جوازات اجنبية اضافة الى الغربيين ال 26 الذين اتهمتهم شرطة دبي، فيما يتم التحقيق مع فلسطيني ثالث على خلفية الاغتيال. وقال المصدر ان التحفظ على هويتهما سببه «حرص شرطة دبي على التأكد والدقة»، على ان يتم اعلان اسميهما فور التأكد من ضلوعهما. واعرب عن اعتقاده بأن عقد فريق الاغتيال سيكون اكتمل بعد الكشف عن الأجنبيين الإضافيين. وكانت الشرطة اكدت انها تحقق مع فلسطينييْن في قضية المبحوح تم تسلمهما من الأردن. وذكر المصدر ان احد الفلسطينييْن «ثبت تورطه بعملية قتل المبحوح».