رد الجيش على اتهامات مسؤولين محليين في الأنبار بتراجع الجهد العسكري ضد «داعش» في المحافظة، واعتبرها تشويهاً لسمعة قوات الأمن، بينما يحشد تنظيم «داعش» عناصره للهجوم على قضاء الخالدية شرق الرمادي، وأعلن عبر حسابه على «تويتر» عن إعدام 20 شخصاً من عشيرة البو محل في قضاء هيت غرب الرمادي بتهمة العمالة والتجسس لمصلحة القوات الأمنية. وصعّد التنظيم في الآونة الأخيرة من عمليات الإعدام بحق السكان في المدن التي يسيطر عليها في الأنبار والموصل بعد مقتل العديد من عناصره بغارات جوية دقيقة، ما دفع قادة التنظيم إلى الاعتقاد أن عدداً من الأهالي يعمل كجواسيس ويساعد في إعطاء تفاصيل عن أماكن تواجد عناصر التنظيم. وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان أمس إن «أصواتاً تظهر بين الحين والآخر لأشخاص مسؤولين في الحكومات المحلية وبعض الجهات المدنية تدعي حصول قصف على مناطق هي في الأصل ضمن سيطرة الدولة وتنسبه مع شديد الأسف ومن دون معرفة عسكرية فنية إلى القوات المسلحة أو الحشد الشعبي، كما حصل في ناحية الخالدية قبل يومين». وأضاف البيان أنه «وفقاً لقوانين الحرب وضوابطها تعد مثل هكذا تخرصات مجرد اتهامات يراد منها تشويه سمعة الجهد العسكري الهادف إلى تحرير أرض الأنبار من دنس الدواعش الجهلة المرتدين»، وأشار الى أن «قيادة العمليات المشتركة تؤكد عدم وجود أية أنشطة لمدفعية وهاونات قواتها والحشد الشعبي في المنطقة المحيطة بالخالدية». وتابع أن «أجهزتها للرصد سجلت نشاطاً لهاونات العدو وقعت داخل مركز المدينة»، مشيراً إلى أن «الأصوات الآتية من مثل هكذا مسؤولين ما هي إلا وقوف في جانب العدو واتهام باطل لقواتنا المسلحة». وشدد البيان على أن «قيادة العمليات ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة بصده»، مؤكداً «تعهده إلى شعب العراق وأهل الأنبار بالمضي إلى الأمام حتى تحرير آخر شبر من أرضهم الطاهرة، مهما علت أصوات البعض من المشبوهين». وكان نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي أعلن قبل يومين عن القصف المكثف بقذائف الهاون الذي تعرض له قضاء الخالدية، وراح ضحيته عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، مصدره من مناطق يسيطر عليها الجيش والحشد الشعبي. إلى ذلك، قال عبدالمجيد الفهداوي أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع «الحياة» إن «داعش يحشد عناصره في محيط قضاء الخالدية للهجوم على مركزه»، وأشار إلى أن القوات الأمنية اتخذت تدابير استباقية وسط مخاوف من سيطرة التنظيم على القضاء. وأضاف أن عدداً من عناصر الجيش وأبناء العشائر أحبط أول من أمس محاولة لعناصر من التنظيم التسلل إلى منطقة البو شهاب غرب الخالدية عبر زوارق في نهر الفرات، وأوضح أن قوات الأمن أطلقت نيرانها باتجاه الزوارق وأجبرتهم على الانسحاب. وأشار إلى أن «القوات الأمنية تجاهلت دعوات أبناء القضاء لإنشاء حائط لصد التنظيم يشمل الأرض المطلة على نهر الفرات لرصد حالات الاختراق، ولكن قوات الجيش انسحبت من هذه الأرض وتراجعت إلى عمق الخالدية». وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس أن «قوة من الشرطة الاتحادية استطاعت قصفت عشرة أهداف حيوية لتنظيم داعش في مدينة الرمادي، بينها هيكل وسقيفتان لتجمع آلياتهم، ما أسفر عن تكبدهم خسائر مادية وبشرية وسماع أصوات الانفجارات ومشاهدة ألسنة اللهيب والنيران تتصاعد فيها». وأضاف أن «فرقة الرد السريع بالشرطة الاتحادية وبإسناد مصادرنا الميدانية استطاعت قصف مقر لداعش بواسطة صواريخ كاتيوشا ومدافع (أس بي جي 9) في منطقة حصيبة، شرق الرمادي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير المقر». وأعلنت «قيادة عمليات بغداد» التي تشارك قطعاتها في معارك الأنبار أن «قوة من عمليات بغداد والقطعات المتجحفلة معها تمكّنت من قتل أربعة من عناصر داعش بعملية أمنية، وتدمير وكر وعجلة للتنظيم شرق الفلوجة». وأضافت أن «القوة الجوية العراقية تمكّنت من تدمير مقر قيادة التنظيم ومركز اتصالاته في القضاء، وتدمير عجلة مفخخة وقتل ثلاثة كانوا فيها».