واصل طيران النظام السوري أمس حملة القصف الجوي المكثّف للمناطق الخارجة عن سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد، في وقت أقدمت «جبهة النصرة» (فرع تنظيم «القاعدة» في سورية) على إعدام جماعي لعشرات الجنود الذين أُسروا في معركة السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري في ريف محافظة إدلب، كما قُتل وجُرح عشرات في الهجوم المتواصل للفصائل الإسلامية على بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في هذه المحافظة الواقعة في شمال غربي البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير أمس: «أعدمت جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الإسلامي التركستاني وفصائل إسلامية 56 على الأقل من عناصر قوات النظام ممن تم أسرهم خلال معارك السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، ليرتفع إلى 71 عدد العناصر الذين تم إعدامهم منذ السيطرة على المطار». وأكد أن جميع الجنود الذين كانوا في المطار أُعدموا أو أسروا أو باتوا في عداد المفقودين ولم ينجح أي منهم في الفرار، بعكس مزاعم النظام الذي تحدث عن انسحاب «حامية المطار» منه لدى سقوطه في 9 أيلول (سبتمبر) الجاري. وكانت الفصائل الإسلامية قد حاصرت المطار على مدى سنتين إلى أن سقط هذا الشهر خلال هجوم للمعارضة استغل هبوب عاصفة رملية منعت النظام من استخدام سلاح الجو للدفاع عن الحامية المحاصرة. وبات وجود النظام مقتصراً في محافظة ادلب على عناصر قوات الدفاع الوطني وميليشيات أخرى موالية له و «حزب الله» اللبناني في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، وفق «فرانس برس». وكثّفت فصائل «جيش الفتح» عملياتها العسكرية الجمعة ضد الفوعة وكفريا، بعد استهدافهما بأكثر من تسع سيارات مفخخة قاد انتحاريون (من ضمنهم سعوديان ولبناني) سبعاً منها ضد مراكز للجان الشعبية الموالية للنظام في محيط البلدتين. وتسببت التفجيرات والمعارك بمقتل 21 عنصراً من المسلحين الموالين لقوات النظام و17 من مقاتلي الفصائل. كما قتل سبعة مدنيين بينهم طفلان بعد تمكن انتحاري من الدخول إلى بلدة الفوعة وتفجير نفسه، وفق المرصد. وشهد محيط البلدتين السبت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، علماً أن مقاتلي «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية يحاصرون في شكل كامل البلدتين منذ نهاية آذار (مارس). وفي آب (اغسطس) الماضي، انهارت هدنتان تم بموجبهما الاتفاق بين الفصائل الإسلامية وقوات النظام على وقف لإطلاق النار متزامن في كل من مدينة الزبداني في ريف دمشق وفي بلدتي الفوعة وكفريا في ادلب. وفي محافظة حمص، قال المرصد إن «الفصائل الاسلامية قصفت بقذائف الهاون مناطق في قرية الزرزورية الخاضعة لسيطرة قوات النظام بمحيط مدينة حمص... في حين نفذ الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس) غارات عدة على مناطق في مدينة تدمر» التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، متحدثاً عن «حركة نزوح لمواطنين من المدينة». وأشار المرصد إلى أن غارات طائرات النظام على تدمر أول من أمس أوقعت 33 قتيلاً بينهم 12 من «داعش» والبقية من المدنيين. وأشار المرصد، في غضون ذلك، إلى «اشتباكات عنيفة» بين قوات النظام و «داعش» في محيط حقل شاعر بريف حمص الشرقي، وسط معلومات عن تقدم للتنظيم المتشدد و «سيطرته على عدة حواجز لقوات النظام». وفي محافظة ريف دمشق، أشار المرصد إلى ثلاث غارات من الطيران الحربي على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط ضاحية الأسد قرب مدينة حرستا... ترافق مع قصف الطيران الحربي على مناطق الاشتباك». ولفت المرصد إلى أن قوات النظام فجّرت ليلة الجمعة - السبت مبنيين على أطراف حرستا. وعلى الحدود اللبنانية - السورية، أشار المرصد إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة... بين الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى، في مدينة الزبداني، ما أدى إلى مقتل عنصر من حزب الله». أما النظام فقال إن قواته بالتعاون مع «حزب الله» سيطرت على كامل حي النابوع في الزبداني. أما في محافظة دير الزور الشرقية على الحدود مع العراق، فقد أفاد المرصد بأن الطيران الحربي نفّذ بعد منتصف ليلة الجمعة - السبت غارة على منطقة المعامل عند أطراف مدينة دير الزور، كما قصفت قوات النظام قرية الجفرة المحاذية لمطار دير الزور العسكري.