أعلن الجيش المصري مقتل جنديين وعشرات «المسلحين التكفيريين» في اليوم التاسع من العملية العسكرية التي أطلقها في سيناء لمواجهة جماعة «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش». وارتفع عدد القتلى من المسلحين إلى أكثر من 400 قتيل منذ بدء العملية التي أطلق عليها الجيش اسم «حق الشهيد»، بعد إعلان الناطق العسكري قتل 55 «تكفيرياً» في مواجهات مع الجيش في شمال سيناء. وقال إن «المواجهات شهدت تبادلاً مكثفاً لإطلاق النيران»، مشيراً إلى توقيف 35 مشتبهاً بهم وإطلاق سراح أربعة موقوفين «ثبت عدم تورطهم في عمليات إرهابية». وأعلن «اكتشاف وتدمير مغارتين تستخدمها العناصر الإرهابية كملجأ، و41 عبوة ناسفة شديدة الانفجار، وحرق 30 وكراً وتدمير 6 سيارات مجهزة بأسلحة رشاشة و5 دراجات بخارية، وضبط 3 سيارات نقل محملة بمؤن ومواد إدارية خاصة بالتكفيريين، وتدمير 5 مخازن تحتوي على مادة نترات الأمنيوم التي تدخل في صناعة العبوات الناسفة». ولفت إلى أنه «نتيجة تبادل إطلاق النيران وانفجار إحدى العبوات الناسفة أثناء التعامل مع العناصر الإرهابية استشهد جنديان وجرح 12 آخرون». من جهة أخرى، حددت محكمة استئناف القاهرة جلسة 12 كانون الأول (ديسمبر) المقبل لبدء محاكمة 739 متهماً من قيادات وعناصر جماعة «الإخوان»، يتصدرهم مرشدها العام محمد بديع، في قضية اعتصام «رابعة العدوية» في مدينة نصر. وفضت قوات الأمن بالقوة اعتصام آلاف من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في 14 آب (أغسطس) من العام 2013، بعد شهر من عزله، ما أسقط مئات القتلى. وتضم قائمة المتهمين في القضية عدداً من كبار قيادات «الإخوان» بينهم عصام العريان ومحمد البلتاجي وباسم عودة وعبدالرحمن البر وصفوت حجازي وأسامة ياسين ووجدي غنيم، إلى جانب عضو مجلس شورى تنظيم «الجماعة الإسلامية» عاصم عبدالماجد وطارق الزمر، والقيادي في حزب «الوسط» عصام سلطان. وأسندت النيابة إلى المتهمين جريمتي «احتلال وتخريب المباني والأملاك العامة والخاصة تنفيذاً لأغراض إرهابية». إلى ذلك، اعتبر «مرصد الفتاوى التكفيرية» التابع لدار الإفتاء المصرية أن «الجيوش الوطنية هي الضمانة الأهم والأنجع لصد موجات الإرهاب ودحرها، ومنعها من احتلال المناطق الداخلية أو التواجد على الأرض». ولفت إلى أن «القاعدة والتنظيمات المشابهة لم تستطع بسط سيطرتها على أجزاء من الأرض في العراق، ولو مساحات صغيرة، إلا بعد أن تم تدمير الجيش العراقي في العام 2003 على يد القوات الأميركية والبريطانية، بعد سنوات من الحصار الخانق للدولة وقواتها المسلحة، وهو ما مثَّل تمهيداً لتلاشي دور الجيش لتحل القوة الغاشمة للتنظيمات المسلحة محل القوات والجيوش النظامية». ورأى أن «إضعاف الجيش المصري بالسبل المتاحة كافة هو الهدف الأهم لدى الجماعات التكفيرية والمتطرفة والجهات المتعاونة معها»، مشيراً إلى أن «المحاولة الأشرس لجماعات العنف للسيطرة على مدن ومناطق داخل مصر كانت حينما حاول تنظيم داعش في شكل بائس وضع يده على مدينة الشيخ زويد لتكون إمارة تابعة للتنظيم، والانطلاق منها لضم مزيد من الأراضي وصولاً إلى اقتطاع شبه جزيرة سيناء كاملة من السيادة المصرية، إلا أنها فشلت فشلاً تاماً بفضل ثبات وشجاعة القوات المسلحة وتماسكها القوي وجاهزيتها».