نفى «الشيخ» خليفة الساروي وزير التربية والتعليم في حكومة طرابلس المنبثقة من المؤتمر الوطني، صحة ما أورده تقرير منظمة الطفولة «يونيسيف» التابعة للأمم المتحدة في شأن حرمان أكثر من مليوني طفل ليبي من الذهاب إلى المدرسة. وقال «الشيخ خليفة» إلى «الحياة» إن بيانات المنظمة «عارية عن الصحة، في شأن ليبيا، حيث لم يحرم أي طالب «طفل أو فتى» من حقه في التعليم. وقد حرصنا في السنة الدراسية الماضية على أن المدارس تستوعب التلاميذ جميعهم، باستثناء المنطقة الشرقية مسرح العمليات والاشتباكات المسلّحة». وأضاف: «المدارس شبه متوقفة في بنغازي نتيجة الاشتباكات ونزوح أهالٍ كثر. وقد فرض هذا الأمر على الحكومة التي تضم المناطق في الشمال والجنوب والغرب والوسط، من سرت الى الكفرة، اعتماد طرق لتذليل الصعوبات وحلّ المشكلات التي تقف في طريق التلاميذ الذين ينزح أهاليهم من مناطق الاشتباكات، ومنها عدم اشتراط إحضار التلاميذ ملفات علاماتهم والمستندات الخاصة بهم من مدارسهم النازحين عنها. كما مدد العام الدراسي شهراً إضافياً. أما في المدارس المدمرة كلياً فاستخدمت الحافلات والمركبات الآلية وسائل لنقل الطلاب إلى مدارس أخرى حتى استكمال إعادة ترميمها، وشمل توزيع الكتاب المدرسي المناطق كلها». وأفاد وزير التعليم بأن 134 ألف طفل في سن السادسة سيلتحقون بسنتهم الدراسية الأولى بعد أيام، «وربما ستواجهنا مشكلة في المناطق خارج السيطرة التي يحرص أهاليها على تعليم أبنائهم». ورداً على ما تعانيه سرت «مثلاً» باعتبارها تحت نفوذ «داعش» وسيطرته قال «الشيخ خليفة»: «إنهم يتعاملون معنا. وقطاع التعليم في سرت يسير سيراً عادياً. أبواب المدارس مفتوحة والامتحانات تجرى في مواعيدها المحددة. ويبدو أن الأمر مضخّم أكثر من اللازم». وأوضحت إدارة الإعلام في وزارة التعليم أن «المسؤولين سعوا إلى معالجة مشكلة التلاميذ النازحين والمهجرين إلى الخارج، من خلال فتح مدارس ليبية موقتة في تونس ومصر، إضافة إلى إلزام المدارس داخل ليبيا استقبال التلاميذ النازحين من دون أي قيد أو شرط». وعلى رغم توقف الدراسة أو تعطلها فترات محدودة في مناطق شرق البلاد خلال العام الدراسي الأخير، إلا أن التلاميذ في هذه المناطق تمكنوا من استكمال عامهم الدراسي. وفي بنغازي وضع القائمون على التعليم برنامجاً خاصاً للتلاميذ الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بصفوف في المناطق المجاورة، بحيث لا يضيع العام الدراسي. وأوضح تقرير صادر عن شؤون التربية والتعليم في بنغازي أن 124 مدرسة لم تكن مهيأة لاستقبال التلاميذ خلال العام الدراسي 2014 - 2015. ومع بداية العام الدراسي (2012 - 2013) حصرت مصلحة التقنيات وصيانة المرافق التعليمية عدد المدارس المتضررة أثناء فترة «حرب التحرير» والتي تحتاج إلى صيانة، وبلغ عددها 13 مدرسة. كما تقرر في العام 2013 إنشاء 13 مدرسة جديدة بدلاً من المدمرة في مناطق سرت، بئر الغنم، وزليتن، وقد أبرمت العقود وتسلّمت الشركات الملتزمة المواقع. وخضعت 332 مدرسة للصيانة والتأهيل، وأنجزت الأعمال باستثناء مدرستين في الكفرة. كما بوشر إنشاء مدارس بدلاً من تلك المقامة في أبنية من الصفيح أو بمجهود فردي من أهالٍ وأشخاص (170 مدرسة). لكن على رغم الجهود التي بذلت في هذا الصدد، توقفت مشاريع أو تعطّلت أو تأخّر تنفيذها بسبب ظروف مجتمعة تعيشها البلاد. وهكذا تبقى نسبة الإنجاز وما تحقق ميدانياً دون الحاجات الفعلية والخطط الطموحة في هذا الإطار. وتشير إحصاءات إدارة شؤون التعليم الأساسي في وزارة التربية والتعليم وتقديراتها إلى أن متوسط إجمالي عدد التلاميذ في ليبيا خلال هذه السنوات الأربع الأخيرة بلغ 1024945 تلميذة وتلميذاً.