شنت كتائب الثوار التابعة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي المؤقت أمس الجمعة هجوما على جبهات متعددة في قلب مدينة سرت، مسقط رأس العقيد الهارب القذافي. وقالت قناة الجزيرة إن الهجوم استهدف القوات الموالية للقذافي او التي تتخندق داخل المدينة الساحلية، والتي لم تكلل محاولات كتائب الثوار المتكررة بالنجاح في السيطرة عليها طوال الأسابيع الثلاثة الماضية.ونقلت الجزيرة عن قادة قوات الثوار القول إنهم يعتقدون أن عددا من كبار مسؤولي نظام القذافي، وبينهم نجله المعتصم، يختبئون داخل المدينة.في الوقت نفسه، ذكرت قناة "ليبيا الحرة" أن الثوار تمكنوا من السيطرة على مقر كتيبة الساعدي القذافي، نجل العقيد الهارب، والمنطقة رقم واحد في سرت. وأضافت ان الثوار وجدوا "مقر الكتيبة مهجورا، وعددا من الطائرات المحطمة على أرضية المطار الصغير الذي يتبع المقر، كما عثر الثوار على كميات كثيرة من الأسلحة والذخيرة، وعلى مقتنيات تركتها فلول الكتائب إثر فرارها". تجدر الإشارة إلى أن السيطرة على سرت سيكون لها أثر معنوي قوي على أعضاء المجلس الانتقالي الوطني المؤقت الذين أجلوا الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة لحين "تحرير" كامل التراب الليبي.تلامذة بنغازي يعودون الى مقاعد مدارسهم من ناحية ثانية عاد التلامذة في بنغازي، شرق ليبيا، الى مقاعد مدارسهم التي انتزعت عن جدرانها صور معمر القذافي وألغيت من برامجها الدروس المتعلقة ب "الكتاب الاخضر" الذي يتضمن حكم "القائد" المتواري عن الانظار هذه الايام. ولقد احيا سقوط معمر القذافي آمالا جديدة لدى المدرسين: فعشرات الصفحات المخصصة «للكتاب الاخضر» قد انتزعت من الكتب المدرسية، ويعمل المجلس الوطني الانتقالي على وضع برامج مدرسية جديدة. وقالت بشرى التي ترتدي الزي المدرسي الاسود وحجابا ابيض ان "الظالم قد ولى، ومنذ ذلك الحين تغير كل شيء". واضافت هذه التلميذة (13 عاما) التي تحلم بدراسة الطب في الولاياتالمتحدة "استنشق هواء الحرية عندما اذهب الى المدرسة الآن". وعلى غرار ما يحصل صباح كل يوم منذ بدء العام الدراسي قبل اسبوع، يصدح خلفها النشيد الوطني الليبي الجديد، الموروث من ايام الملك ادريس الذي اطاحه العقيد القذافي في 1969، في باحة مدرسة عقبة بن نافع، فيما يقوم تلميذ آخر برفع العلم الجديد الاخضر والاحمر والاسود. وامتلأت جدران الصفوف بأشعار ورسوم للاطفال بدلا من الشعارات الاقتصادية والسياسية والفلسفية المستقاة من "الكتاب الاخضر" الذي تحكم في حياة خمسة ملايين ليبي طوال ما يفوق الواحد والاربعين عاما. وتوضح ايمان الانجف (14 عاما) التي تتحدث الانكليزية بطلاقة "لقد انتزعنا ملصقاته وصوره. اشكر جميع الذين قاتلوه وآمل في ان تتغير الامور بعد كل ما فعلوه". وتقول ايضا انه لم يتغيب احد من التلامذة منذ بدء العام الدراسي وانها التقت جميع رفاقها منذ اسبوع. ولم تفتح ابوابها بعد، المدارس الثانوية والجامعات التي اغلقت ايضا منذ منتصف فبراير في الشرق الذي انطلقت منه الثورة الشعبية التي تحولت نزاعا مسلحا. لكن التلامذة في بنغازي ليسوا وحدهم الذين يأملون بغد زاه مشرق، بل يشاطرهم امنياتهم ايضا، مدرسوهم الذين يعربون عن ابتهاجهم باستئناف عملهم "الذي لم يعد روتينيا". وقالت غالية الحربي التي تتولى بالوكالة ادارة المدرسة "في السابق كنا نتقيد بما لا يحصى من القيود. كانوا يطلبون منا الا نجري اي تغيير ايا تكن الظروف".وتتحدث عن المفتشين ايام النظام السابق الذين كانوا يأتون باستمرار للتحقق من ان تعاليم معمر القذافي "تطبق بحذافيرها" ويفرضون على المدرسين برنامجا لا يترك لهم اي هامش للابداع ولا اي امكانية لاجراء تعديلات. وتضيف "كنا نشعر اننا مقموعون، لقد حرمنا من اي حرية تساعدنا على الابداع، والرواتب زهيدة. ولم يكن المدرسون يحظون بأي احترام". ولقد احيا سقوط معمر القذافي آمالا جديدة لدى المدرسين: فعشرات الصفحات المخصصة "للكتاب الاخضر" قد انتزعت من الكتب المدرسية، ويعمل المجلس الوطني الانتقالي على وضع برامج مدرسية جديدة. ويتهافت الصبيان والبنات الى صفوفهم، مدفوعين بحماسة منقطعة النظير لاستئناف الدروس من الفصول التي اضطروا الى وقفها قبل ثمانية اشهر.