بمناسبة عودة اكثر من مليون تلميذ الى مقاعد الدراسة في ليبيا السبت، قال وزير التربية ان كتب التاريخ ستتضمن فصولا جديدة تتحدث خصوصا عن الثورة التي انهت عهد معمر القذافي بينما سيتم الغاء "الكتاب الاخضر" من المنهج. ويقول سليمان علي الساحلي خلال زيارة لمدرسة علي شمس في طرابلس انه في عهد القذافي "تم تعديل تاريخ ليبيا"، مؤكدة انه "اعيدت كتابة فصول كاملة من التاريخ". واوضح الوزير الليبي لوكالة فرانس برس خلال الزيارة الى المدرسة الواقعة في حي ابو سليم الذي اشتهر بسجن كان نظام القذافي يعتقل فيه معارضيه ان "ابناءنا سيدرسون كل النزاع، حتى تفاصيل موت القذافي". واول قرار اتخذته لجنة عينها المجلس الوطني الانتقالي الحاكم كان الغاء تعليم الكتاب الاخضر، مجموعة المبادئ السياسية التي حررها القذافي الذي حكم البلاد 41 عاما قبل ان يقتل في نهاية تشرين الاول/ اكتوبر بعد انتفاضة شعبية استمرت ثمانية اشهر وتحولت نزاعا مسلحا. واضاف الساحلي امام طلاب ومدرسين وممثلين عن منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ان "المبادئ السياسية للقذافي والدروس العسكرية ودراسة الجماهيرية شطبت كلها من المنهج". الا ان الوزير الليبي شدد على "الصعوبات" في اصلاح نظام تعليمي كرس لفترة طويلة لتمجيد القائد. وقال "في الماضي، كان احد نشاطات المدرسين يقضي بتمجيد الطاغية. علينا ان نقوم الآن بتوعية المدرسين بالنشاطات التعليمية". لكن قطاع التعليم في ليبيا يواجه تحديا آخر. وقال الساحلي ان "المدارس تضررت وينقصنا المال. كل هذا ساهم في التأخر في ارسال الكتب الى الطلاب". واصيبت المدارس في عدد كبير من المدن في البلاد بأضرار جسيمة وخصوصا في بنغازي حيث بدأت الثورة وسرت مسقط رأس القذافي وملجأه الاخير. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، حددت السلطات السبت موعدا لاستئناف الدراسة. وقال نائب وزير التربية سليمان الخوجة لفرانس برس ان السنة الدراسية التي تبدأ السبت وتنتهي في حزيران/ يونيو هدفها التعويض عن الدروس التي الغيت خلال النزاع. في شأن آخر؛ واصل وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله جولته في شمال أفريقيا بزيارة ليبيا. ومن المقرر أن يلتقي فيسترفيله في العاصمة طرابلس بممثلين من الحكومة الانتقالية، بالإضافة إلى ممثلي أحزاب ومنظمات غير حكومية. وكان الوزير الألماني استهل جولته التي تستغرق ثلاثة أيام أمس السبت بزيارة الجزائر. وحث فيسترفيله الجزائر على إجراء إصلاحات سياسية ودعا إلى توسيع حجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين. يذكر أن ألمانيا اعترفت بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل شرعي للشعب الليبي في حزيران/ يونيو الماضي، وذلك قبيل سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي. وجرت معالجة أكثر من ألف شخص أصيبوا في معارك بين الثوار والقوات الموالية للقذافي في مستشفيات ألمانية. يذكر أن ألمانيا لم تشارك في مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا العام الماضي.