أظهرت مجموعة جديدة من الصور ألتقطها المسبار"نيو هورايزنز" لكوكب بلوتو، مجموعة تضاريس وصفها العلماء بأنها "فريدة" مقارنة بباقي كواكب المجموعة الشمسية وأكثر تعقيداً من المريخ. وقال المشرف العلمي على مهمة "نيو هورايزنز" ألان شترن، في بيان نُشِرَ على موقع المهمة، إن بلوتو "أظهر تنوعاً في التضاريس وتعقيداً جيولوجياً لم نره من قبل في أي من كواكب المجموعة الشمسية". وأضاف: "لو أن فناناً حاول رسم بلوتو بهذا الشكل قبل أن نراه لوصفناه بالمبالغة". ووصف الجيولوجي وأحد مشرفين على المهمة جيف مور سطح بلوتو بأنه "أكثر تعقيداً وغنى من المريخ". وأظهرت الصور الأخيرة ما يشبه الكثبان الرملية، وأنهاراً متجمدة من النيتروجين تنحدر نحو سهوله، بالإضافة إلى سلاسل جبلية وتضاريس عشوائية يشبه بعضها تضاريس القمر المتجمد "أوروبا" أحد أقمار كوكب المشترى. ويرجح مور أن تكون هذه الجبال العشوائية في المنطقة السهلية "سبوتنيك بلانوم" عبارة عن كتل ضخمة من الجليد عائمة فوق جليد الأزوت (النيتروجين). وقال احد المسؤولين العلميين عن المهمة والباحث في جامعة واشنطن وليام مكينون: "نرى ما يشبه الكثبان الرملية على سطح الكوكب، وهو أمر مذهل لضعف الغلاف الجوي للكوكب بشكل لا يسمح بتوليد الرياح، ما يعني أن بلوتو كان يحيط به غلاف جوي أكثر سمكاً في الماضي، أو وجود آلية أخرى لتوليد الرياح لا نعرفها بعد". والصور الجديدة لا تقتصر على سطح بلوتو فقط، ولكن هناك مجموعة أخرى لأقمار الكوكب (شارون، نيكس، هيدرا)، تظهر تميز كل منها عن الآخر، خصوصاً القمر شارون الذي تظهر الصور مروره بعوامل صعبة غيرت شكله. وأظهرت الصور أن الغلاف الجوي للكوكب يحتوي عى طبقات من الأبخرة أكثر مما تصور العلماء، وأن الأبخرة خلقت نوعاً من الشفق ينير الجانب المظلم من الكوكب، لتجعلها واضحة لكاميرا المسبار " نيو هورايزنز". و"نيو هورايزنز" هو مسبار تابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أرسلته إلى الكوكب القزم بلوتو، ويحلق منذ نحو تسع سنوات ونصف السنة بسرعة فائقة، وهو أول المركبات الفضائية التي سيمكن بواسطتها دراسة بلوتو وأقماره، وكذلك دراسة حزام كايبر المتكون من قطع ثلجية تحيط بالمجموعة الشمسية. وتخطط ناسا لدراسة المزيد من التفاصيل عن هذا الكوكب عن طريق هذا المسبار.