أكّدت دراسة عراقية أعدّها طبيب متخصص في البحوث التربوية - النفسية، وجود أضرار عدّة للقماط (الملفّة) على الأطفال الحديثي الولادة. والمعلوم ان القماط يعتبر من العادات الشعبية الشائعة في العراق. وأوضحت الدراسة التي أعدّها الدكتور علي محمود كاظم، في قسم العلوم التربوية والنفسية في كلية التربية بجامعة بابل، أن القماط من العادات الشعبية في المجتمع العراقي حيث تقوم الأم بلف الطفل الحديث الولادة، وفي شكل محكم، بقطعة من القماش، ثم تصرّ تلك القطعة بما يشبه الحبل المصنوع من القماش، يصل طوله إلى متر ونصف المتر، ما يجعل الطفل مكتوف اليدين والرجلين. ولفتت الدراسة إلى انه لا يعرف لحد الآن من أين جاءت هذه الظاهرة، وما هو أصلها ولا زمن تطوّرها. ويعتقد الباحث كاظمم أنها ربما تكون قد جاءت من ميل الناس في أزمنة ماضية للتنقل والترحال بصورة دائمة، ولأسباب مختلفة، ما يشكّل صعوبة كبيرة جداً للأم في حمل طفلها. وربما عمد البعض الى تقميط الطفل كي يسهل حمله. وشككت الدراسة بأن ما يشيع عن أن الطفل الذي لا يقمط يظل جسمه رخواً وضعيفاً، لم يتأكد لحد الآن، مشيراً الى وجود مجتمعات كثيرة لا تمارس التقميط من دون ان ينعكس ذلك ضعفاً في بنية أطفالها. وجمع الباحث ملاحظات كثيرة عن سلبيات القماط وأضراره، اعتماداً على مشاهداته وآراء عدد من أطباء الأطفال. وتُجمع هذه الملاحظات على أن القماط يصادر حق الطفل بالحركة التي تعد من أهم الحقوق التي تميز الكائن الحيّ، ويؤدي إلى بطء في الدورة الدموية، ويؤثر سلبياً في المفاصل ويُضعِف العضلات. وتعارض هذه الحقائق الكلام عن فوائد القماط وتأثيره إيجابياً في قوة الجسم وبنيته. ولاحظ الباحث أن القماط يؤدي الى نوع من الاختناق، كما يزيد من حرارة الجسم وتسطح مؤخرة الجمجمة، ويزيد من التشوهات الخلقية والآلام الجسمية والالتهابات الجلدية. وعند ترك القماط، مع بلوغ الطفل عامه الأول، يحدث إضطراب في النوم. وتناول كاظم أيضاً الأثر السلبي للقماط في نمو الطفل نفسياً وإجتماعياً، موضحاً أن القماط ربما ساهم في زيادة حال التحفّز نفسياً للطفل، ما يجعل الفرد قابلاً للانفعال لأتفه الأسباب، ما يحول دون نضوجه انفعالياً. واختتم كاظم دراسته بالتتشديد على انه حتى لو لم يكن للقماط سلبيات، فإنه يخلو من الإيجابيات.