في هجوم أكد قدرة حركة «طالبان» الأفغانية على المفاجأة، رغم تشديد كابول على تأثر عمليات الحركة بتوسع الخلاف بين أنصار زعيمها الجديد الملا أختر منصور، ومعارضيه من أنصار القيادي النافذ الملا داد الله، حرّر ستة مسلحين حوالى 400 معتقل في هجوم شنوه على السجن المركزي لولاية غزني (وسط)، ما اعاد الى الأذهان عملية تحرير حوالى 500 من سجناء الحركة في ولاية قندهار (جنوب) عام 2011، والتي وصفتها السلطات حينها بأنها «كارثة أمنية». وفيما يعزز الهجوم زعامة الملا منصور الذي كان ارسل احد أبرز قادة «طالبان» الملا عبد الجليل إلى الدوحة للقاء أعضاء المكتب السياسي الذين استقالوا مثل طيب آغا، ومحاولة إقناعهم بالعودة إلى صفوف الحركة، أوضح الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد ان السجناء المحررين وبينهم مئة قائد نقلوا عبر شاحنات ودراجات إلى اماكن «آمنة». وأشار مجاهد الى ان المسلحين الذين ارتدوا زي جنود الجيش الأفغاني فجروا سيارة مفخخة عند بوابة السجن، ثم اطلقوا صورايخ «آر بي جي» على مقر قيادته تمهيداً للسيطرة عليه، وفتح كل عنابره وإطلاق المعتقلين الذين سلك بعضهم نفقاً بطول كيلومتر حفروه خلال خمسة شهور بهدف الفرار. وأكد مسؤولون إقليميون مقتل 4 شرطيين يعملون في السجن وجرح 7 آخرين، علماً ان العملية عكست هشاشة اجراءات الأمن بالتزامن مع تراجع القوات الحكومية امام زحف مقاتلي الحركة في مناطق عدة منذ اطلاق «عمليات الربيع» في نيسان (أبريل) الماضي. ووتّر تزايد عمليات «طالبان» في الفترة الأخيرة العلاقات بين كابول وإسلام آباد، في ظل اتهام الحكومة الأفغانية الاستخبارات الباكستانية بدعم مخططات عمليات الحركة وتمويلها. على صعيد آخر، أكد الملا محمد يعقوب، نجل الزعيم السابق ل «طالبان» الملا محمد عمر، في تسجيل صوتي، إن والده توفي في شكل طبيعي، داعياً إلى الوحدة في قيادة الحركة. وقال: «كان مريضاً لفترة، ثم تدهورت حالته الصحية. استشار أطباء ابلغوه انه يعاني من التهاب الكبد الوبائي سي، ثم توفي في 2013».