استغل تنظيم «القاعدة» الذكرى السنوية ال 14 لهجمات 11 أيلول، لبثّ شريط مسجّل لزعيمه أيمن الظواهري، يدعو فيه شباب المسلمين في الدول الغربية إلى شنّ هجمات فردية داخل الولاياتالمتحدة والغرب. واللافت في الشريط أنه سُجِّل قبل إعلان وفاة زعيم حركة «طالبان» الملا محمد عمر أخيراً، كما أنه يأتي في وقت خَطَفَ تنظيم «داعش» الأضواء، ما أظهر «القاعدة» عاجزة عن شن هجمات. ويقول الظواهري في التسجيل الذي حضّ على وحدة «الجهاديين»: «أدعو جميع المسلمين الذين يمكنهم إيذاء الدول الغربية المُشارِكة في التحالف الصليبي، إلى عدم التردُّد في القيام بعمليات ضدها. علينا التركيز على نقل الحرب إلى قلب هذه الدول ومدن الصليبيين الغربيين، خصوصاً الولاياتالمتحدة». وبثّ الشريط الذي حمل توقيع مؤسسة «السحاب» الذراع الإعلامية ل «القاعدة» عبر مواقع موالية للتنظيم على الإنترنت، ودعا فيه الظواهري إلى تكثيف الحرب على التحالف الدولي بقيادة أميركا في العراق وسورية. وحضّ الظواهري شباب المسلمين في الغرب على الاقتداء بالأخوَيْن الشيشانيَّين اللذين فجرا قنابل في بوسطن قبل أكثر من سنة، وأيضاً بمنفّذي الاعتداء على مجلة «تشارلي ايبدو» في باريس العام الماضي. وفُسِّرت دعوة الظواهري الى هجمات فردية باعتبارها تعكس عجزه عن شن عملية منظّمة في الغرب، ربما في ظل حال الاستنفار القصوى لدى الأجهزة الغربية او لافتقار «القاعدة» إلى أفراد مؤهلين، في وقت تلاحق طائرات أميركية من دون طيار عناصر التنظيم في مخابئهم. وفُهِم من الشريط ان الظواهري لم يكن يعلم بوفاة الملا محمد عمر، ما يوحي بأنه سُجِّل قبل 30 تموز (يوليو) الماضي، موعد إعلان الاستخبارات الأفغانية نبأ الوفاة الذي أكّدته قيادة «طالبان» لاحقاً. وكرّر الظواهري انتقاده تنظيم «داعش» معتبراً ان «إعلان الخلافة غير شرعي»، لكنه دعا في الوقت ذاته «الفصائل الجهادية» الى وحدة الصف في مواجهة القوات الأجنبية و «القوى الصليبية والعلمانية في العراق وسورية».