دعا زعيم تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري، في رسالة صوتية بثتها مواقع «جهادية» في الذكرى ال12 لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 ورصدها موقع «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الاسلامية، الى مهاجمة الولاياتالمتحدة ومقاطعة بضائعها الى جانب حلفائها. وقال الظواهري الذي خلف زعيم «القاعدة» السابق اسامة بن لادن بعدما قتلته وحدة كوماندوس اميركية في باكستان عام 2011: «يجب ان نجعل اميركا تنزف عبر زيادة مصاريفها الباهظة على أمنها». وأضاف: «الاقتصاد نقطة ضعف اميركا، وهي تترنح في الأصل بسبب انفاقها العسكري على أمنها». وتابع في الرسالة التي استمرت 72 دقيقة: «من اجل ابقاء اميركا تحت الضغط وفي حال استنفار، يجب ان تحصل هجمات هنا وهناك. ربحنا الحرب في الصومال واليمن والعراق وافغانستان، ويجب ان نواصل هذه الحرب على أرضها، ونترصد ونتربص ونتحيّن أي فرصة لتوجيه ضربة كبيرة اليها، حتى لو صبرنا سنوات لتحقيق ذلك». ودعا «إخوانه» الى شن هجمات فردياً او عبر مجموعات، مشيداً بالتفجير المزدوج الذي نفذه شقيقان من الشيشان واستهدف ماراتون بوسطن في 15 نيسان (أبريل) الماضي، وأسفر عن ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، ما جعله أسوأ هجوم في الولاياتالمتحدة منذ 11 ايلول. وسعى زعيم «القاعدة» الى وضع اعتداء بوسطن في سياق حملة انتقالية ل «الجهاد» ضد المصالح الأميركية، رغم انه هجوم على نطاق صغير، وقال: «تؤكد حادثة بوسطن للأميركيين مدى كذبهم وخداعهم لأنفسهم وتكبرهم عن قبول الحقيقة الساطعة كالشمس التي تفيد بأنهم لا يواجهون أفراداً أو تنظيماً أو جماعات، بل أمة منتفضة هبت للجهاد للدفاع عن كرامتها، وما يرفض النظام الأميركي أن يقرّ به هو أن القاعدة رسالة قبل أن تكون تنظيماً». ويحذر مسؤولو مكافحة الارهاب في الغرب من المهاجمين الذين يدبرون أو ينفذون هجمات فردية، ولا تربطهم صلات مباشرة ب «القاعدة»، واعتبروا انهم مصدر خطر كبير، مثل منفذي اعتداءات 11 ايلول. كذلك دعا زعيم «القاعدة» الى مقاطعة شراء البضائع الأميركية والغربية «لأنها تمول عمليات عسكرية أميركية في أراضي المسلمين»، وأضاف: «يجب ان نظهر لأميركا وحلفائها أن كل دولار نشتري به سلعة منهم يتحول إلى رصاصة أو شظية تقتل مسلماً في فلسطين وأفغانستان، أو يتحول إلى وقود لدباباتها وطائراتها وسفنها التي تحتل اراضينا». كما طالب المسلمين بوقف التعامل بالدولار الأميركي، وقال: «علينا أن نحض الأمة عن التخلي عن الدولار واستبداله بعملات دول لا تشارك في العدوان علينا». وأعلن الظواهري في الرسالة ايضاً ان «اعضاء القاعدة ليسوا ارهابيين متعطشين للدم»، وطالبهم بتعزيز الخلايا الموجودة في الدول الاسلامية من اجل اقامة دول اسلامية. وتطرق الظواهري الذي اعتقل شقيقه في مصر لدعمه الرئيس المعزول محمد مرسي، الى الوضع في القاهرة، وقال إن «شرعية اي حكومة لا تأتي من الديموقراطية بل من الشريعة». واعتبر أن الولاياتالمتحدة «تتآمر ضد مصر»، داعياً المصريين إلى محاربة «القمع». ووصف ملاحقة الحكومة المصرية المدعومة من الجيش لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر بأنها «جرائم وحشية»، وحض المصريين على مقاومة ما قال إنه «حملة ضد الاسلام في بلدهم». وقتلت القوات المصرية مئات من مؤيدي الإخوان واعتقلت آلافاً بينهم معظم قيادات الجماعة، منذ أن عزل الجيش الرئيس مرسي في الثالث من تموز (يوليو) الماضي، بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه. وقال الظواهري، وهو مصري سبق ان اعتقل خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك إن «مجزرة رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهوري، واعتقال الآلاف وقصف اسلاميين بطائرات بلا طيار في سيناء، حلقة من مسلسل طويل من الذل ينتظر المصريين إذا لم يتحدوا حول كلمة التوحيد والشريعة، ويعدّوا لتحرير بلدهم وفلسطين وتطهير أرضهم من الفساد». وتقع غالبية اعمال العنف في سيناء، لكن المخاوف زادت من امتداد الهجمات إلى القاهرة، خصوصاً بعد إعلان جماعة مسلحة مقرها سيناء مسؤوليتها عن محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم في العاصمة الأسبوع الماضي.