دمشق، روما، - أ ف ب، يو بي آي، رويترز - طلب رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون من دمشق مساعدة في منع طهران من اتخاذ قرارات «خطرة على السلام العالمي»، داعياً إياها إلى بذل «جهود» لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني. واعتبر أن «السلام في المنطقة يأتي عبر تغيير موقف الحكومة الإيرانية»، مضيفاً أن «طهران لا تحترم القواعد الدولية وتنتهك دائماً قرارات مجلس الأمن». وفي افتتاح منتدى اقتصادي في دمشق، وصف فيون التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه «مقلق»، محذراً من «تبني مجلس الأمن تدابير جديدة في الأسابيع المقبلة» في حق طهران التي رفضت اقتراحات الدول الست لتبادل الوقود النووي. كما طالب بالإفراج عن مواطنته كلوتيلد ريس المحتجزة في إيران. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره السوري محمد ناجي عطري أن «ريس محتجزة في إيران في شكل ظالم». وزاد: «إنها امرأة بريئة لا سبب لتوقيفها وينبغي إذاً الإفراج عنها في أسرع وقت من دون شروط». وأضاف: «تلك هي الرسالة التي نوجهها إلى الحكومة الإيرانية، وأود مجدداً أن أشكر الرئيس (بشار) الأسد لمساعدتنا في إيصال هذه الرسالة». وتزامن موقف فيون «النووي» مع إعلان الأمين العام لحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن، أن بلدان الحلف ستحمي نفسها اذا وجدت انها «مهددة» بسبب مضي إيران في برنامجها النووي. وقال راسموسن في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية «عندما يحين الوقت سنتخذ الاجراءات اللازمة من أجل حماية بلدان الحلف». وأمل بأن يعمد القادة الايرانيون إلى «وقف عمليتهم لتخصيب اليورانيوم»، مضيفاً: «ندعم الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي». ونبه إلى أن الأمر ما زال يتوقف على «قرار سياسي ليست لحلف الاطلسي علاقة به ولا هو يؤدي فيه أي دور». وكانت الوكالة الذرية أكدت الخميس في تقرير أن طهران باشرت تخصيب اليورانيوم حتى مستوى 19.8 في المئة في مصنع التخصيب في ناتانز بين 9 و11 الشهر الجاري. وجددت إيران نفيها السعي الى حيازة السلاح النووي، مؤكدة ان المخاوف التي أعربت عنها الوكالة الذرية «لا أساس لها». وهاجم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الوكالة الذرية أمس مندداً بتقريرها، ومتهماً اياه بالافتقار الى الموضوعية. وقال رفسنجاني: «من الواضح تماماً أن قسماً من هذا التقرير يستجيب توصيات عناصر أجنبية ونفوذها». وأعتبر أن التقرير يندرج في إطار «الحرب النفسية التي تشنها الولاياتالمتحدة وبلدان أخرى» على ايران. وزاد: «حجم التهديدات والشكوك السياسية المنحازة الهادفة الى ايجاد توافق ضد ايران تعتبر سابقة، لكنهم لن ينجحوا». وأوضح الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن طهران ستنتج الألواح النووية التي تحتوي يورانيوم مخصّباً بنسبة 20 في المئة، لاستخدامه في مفاعل طهران للبحوث الطبية في غضون الاشهر الاربعة المقبلة. وطالب ممثل المرشد علي خامنئي في مجلس الدفاع الأعلى حسن روحاني شراء اليورانيوم عالي التخصيب بدلاً من مبادلته بيورانيوم إيراني منخفض التخصيب. إلى ذلك، تعهّد مدير مصانع القوة البحرية الإيرانية الأميرال أمير رستكاري أن يسرّع تصنيع مدمرات. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إلى رستكاري قوله إن مصانع القوة البحرية ستنجز خلال العامين المقبلين مدمرة ثانية متطورة. وأعلن ان صنع «جمران» التي دشّنت أول من أمس، استكمل في ظروف «تفرض فيها البلدان الاستكبارية عقوبات شديدة على إيران». على صعيد آخر، أكد قائد الشرطة العميد إسماعيل أحمدي مقدم، أن جهازه يراقب عن كثب «اتصال المواطنين الايرانيين (المعارضين) بأجهزة الاعلام الاجنبية»، محذراً من الاستمرار بهذه «النشاطات المحظورة»، ومن التعاون مع «الاعلام الاجنبي» من خلال «إرسال صور أو تقارير أو أخبار تسيء إلى الشعب الايراني». وهدد بأن «السلطات ستعتقل في الوقت المناسب كل من يخالف القوانين الحكومية». وأضاف: «يجب ألا يعتقدوا أنهم أكثر ذكاء (من أن يتم الإيقاع بهم). وعليهم أن يتداركوا أمرهم ويصححوا سلوكهم». واعتبر مقدم ان المتعاونين مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي وصفها بأنها «صوت الاستخبارات البريطانية وإذاعة صوت أميركا التي هي صوت الاستخبارات الأميركية، جسّدوا عملياً تعاونهم مع الأعداء». وكانت سلطات طهران اعتقلت صحافيين إيرانيين يتواصلون مع اذاعات أجنبية من دون ترخيص حكومي.