انطلقت أمس (السبت)، ست حافلات قديمة الطراز ذات مقاعد خشبية من محطة الفاتيكان التي رُممت لتصبح متجراً للسلع الفاخرة إلى المقر الصيفي للباباوات في كاستل غاندولفو الذي لا يتردد إليه البابا فرنسيس كثيراً، لكنه يفتح أبوابه للجمهور لزيادة مداخيل الكنيسة، وسينطلق القطار كل سبت من المحطة. ويجول القطار في ضواحي روما ويمر في جادة فيا آبيا التي تضم أنقاضاً رومانية قبل أن يصل إلى تلال ألباني الخضراء. ويجد الركاب أنفسهم أمام بحيرة ألبانو وسط الغابة قبل أن يتوقف القطار في محطة «كاستل غاندولفو»، في نهاية نفق على بعد 25 كيلومتراً من جنوب شرقي روما، حيث المقر الصيفي للباباوات. ورغب الحبر الأعظم في أن يستفيد منه آخرون، ففُتحت في عام 2014 حدائق دارة باربيريني للجمهور خلال زيارات مع مرشدين توفر حسب الحجوزات، لكن البابا فرنسيس طلب من مدير متاحف الفاتيكان التي تتكبد خسائر كبيرة في موازنتها توسيع المشروع بالإضافة إلى إقامة رحلات سياحية بين القصرين. وتبلغ كلفة الجولة 40 يورو، تسمح للزائر بالحضور إلى متاحف الفاتيكان و زيارة كاتدرائية سيستينا والتجول في حدائق الفاتيكان وصولاً إلى المحطة. وعند الوصول إلى كاستل غاندولفو، تأتي مركبة لاصطحاب الزائر إلى الدور البابوية التي تشكل حدائقها أحد أجمل المشاهد الطبيعية في إيطاليا. ويجول الزائر، على متن قطار سياحي صغير أبيض في موقع خلاب يمتد على 5 كيلومترات، بالإضافة إلى زيارة معرض للإمبراطور الروماني دوميتيان يعود إلى القرن الأول، ليعود القطار في نهاية فترة بعد الظهر إلى الفاتيكان. ويقدم المشروع تذاكر بقيمة 16 يورو، لا تشمل زيارة المتاحف والمركبة السريعة التي توصل إلى كاستل غاندولفو لهؤلاء الأقل يسراً. ويشرح مدير الدور البابوية في كاستل غاندولفو أوسفالدو جيانولي، أنه «يتعذر على البابا تمضية الوقت في كاستل غاندولفو لكثرة التزاماته، لكنه حرص على أن يتمكن الجميع من زيارة الموقع الذي بقي مغلقاً لقرون عده». تجدر الإشارة إلى أن البابا يوحنا بولس الثاني (1978-2005) كان يُمضي في المقر عطلاً طويلة، فيما كان البابا بنيديكتوس السادس عشر يقصده بانتظام، حتى انه أمضى فيه أسبوعين في تموز (يوليو) الماضي. أما البابا فرنسيس، فلم يزر القصر سوى مرّتين من دون أن يبيت فيه.