«كم هو رائع اللقاء بكم» بهذه الكلمات استهل الرئيس الأميركي باراك أوباما لقاءه الأول بالبابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان أمس، واختتمه بجملة «صلِّ لأجلي، وآمل بلقائك في واشنطن في أيلول (سبتمبر) 2015»، حين تستضيف الولاياتالمتحدة لقاء عالمياً للعائلات الكاثوليكية. وتمحور اللقاء التاريخي الذي استمر 50 دقيقة حول هدفهما المشترك المتمثل في مكافحة التفاوت الاجتماعي، وهما أكدا «التزامهما استئصال الاتجار بالبشر في العالم، واحترام القانون الدولي والإنساني في مناطق النزاع، والتوصل إلى حل يتفاوض أطراف النزاع عليه». وبدا البابا ودياً جداً، وقدم للرئيس الأميركي قلادتين برونزيتين، إحداهما تجسد ملاكاً يرمز إلى السلام والتضامن، اضافة إلى إرشاده الرسولي الذي نشر الخريف الماضي. وأبدى أوباما سعادته بتسلم النص الذي يتحدث فيه البابا عن العدالة الاجتماعية، وقال «سأقرأه بالتأكيد حين اكون في حالة غضب، وأنا أكيد أنه سيمنحني القوة والهدوء»، علماً انه قدم للبابا علبة تتضمن بذور فاكهة وخضار مزروعة في حدائق البيت الأبيض موجهة رمزياً إلى حدائق المقر الصيفي للبابا في كاستيل غاندولفو. ورأى جيريمي شابيرو من معهد «بروكينغز» في واشنطن ان اوباما سعى الى «الإفادة من هيبة البابا الجديد»، علماً ان الفاتيكان عاد في ظل حبرية البابا فرنسيس إلى الساحة الديبلوماسية، خصوصاً في الملف السوري بعدما عارض في أيلول (سبتمبر) تدخلاً أميركياً ضد سورية. وكانت الصحافة الأميركية استبقت لقاء أوباما بالحبر الأعظم بنشر نتائج استطلاعات للرأي أظهرت أن شعبية البابا فرنسيس في الولاياتالمتحدة بلغت درجات عالية، وأن ثلاث أرباع الأميركيين، من الكاثوليك وغيرهم، يشعرون بالثقة والإعجاب بالبابا الجديد، رغم أنه لم يمضِ على كرسيّه إلا سنة واحدة. ولاحقاً، التقى أوباما الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو وتناول الغداء معه، ثم رئيس الحكومة ماتيو رينزي قبل زيارة صرح روما الأعظم الكولوسيوم. على صعيد آخر، اقترح أوباما ألا تقوم وكالة الأمن القومي الأميركي ب «جمع وتخزين» معطيات الاتصالات الهاتفية، بل أن «تبقى لدى الشركات المشغلة». وأضاف أنه ينوي إنهاء برنامج المراقبة الهاتفية الذي كشفه ادوارد سنودن، المتعاقد السابق مع الوكالة، مع الإبقاء على قدرات وكالات الاستخبارات على رصد اتصالات لمشبوهين محتملين بالإرهاب. البابا وأوباما في الفاتيكان (رويترز)