عادت قضية «سجين زنزانة المنزل»، إلى التفاعل من جديد، بعد نحو عام من اكتشاف الواقعة، التي قام فيه أحد الآباء بسجن ابنه، لمدة خمس سنوات في غرفة، حولها الأب إلى ما يشبه الزنزانة، أقام فيها الابن «عقاباً له على سوء سلوكه، ومحاولة الحفاظ عليه من السير في طريق الانحراف»، كما أوضح الأب خلال التحقيقات التي أجريت معه لاحقاً. وعلى رغم أن الابن تنازل عن والده، وخرج الأخير من السجن، وجرت مصالحة عائلية بين الأطراف، إلا أن الابن أكد ل«الحياة»، أمس، أنه تعرض مجدداً لدخول الزنزانة لمدة شهر، قام بعدها والده بطرده من المنزل، ويعيش حالياً، متشرداً، إلا أن خاله قرر استضافته في مجلس منزله. فيما قرر حسين الاستعانة بهيئة حقوق الإنسان، لمساعدته. وذكر حسين (22 سنة) أنه لا يطلب إلا «الرعاية والاحترام» من قبل أسرته، وإكمال دراسته في المرحلة الثانوية، التي لم تتح له الفرصة للحصول على شهادتها. وأردف «لم اقترف خطأ فادحاً، لتتم معاملتي بهذه الطريقة، وعندما سُجن والدي لمدة 33 يوماً، نتيجة إبلاغي الشرطة عن سجنه لي خمس سنوات، في زنزانة أعدها ليّ في المنزل، وعدني أخوتي بتحسين معاملتهم لي، مقابل التنازل عنه، وبالفعل تنازلت عن والدي، وخرج بكفالة. كما أن العفو شمله، إلا أنهم طردوني من المنزل. ورفضوا استقبالي». وأضاف «عند خروجي من زنزانة المنزل، لم أر من أسرتي إلا الاحتقار، وكانوا يبتعدون عن الطعام في حال جلوسي إلى المائدة». وزاد «لم أجد مكاناً ألجا إليه، ولو كنت منحرفاً بحسب قولهم، لم ألجأ للنوم في المساجد. أما الآن، فاسكن في منزل خالي، الذي يسكن أساساً في منزل جدي لأمي»، مضيفا «قد يحتاج خالي إلى مجلس المنزل الذي أسكنه الآن، فإلى أين أذهب؟، وقد مر على طردي من المنزل سنة كاملة، ووالدي ووالدتي يرفضان سكني معهم. حتى أصبحت أغبط أي طفل أو شاب، يسكن بين والديه وأخوته، ويحظى في اهتمامهم ورعايتهم». ويتمنى حسين، أن «تكون معاملتي كأخوتي، وأن أعيش وسط أسرتي»، مشيراً إلى تعرضه إلى «شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، إضافة إلى سجني في زنزانة حجمها لا يتجاوز ثلاثة أمتار، توجد فيها دورة مياه مكشوفة، ولا توجد فيها أية نافذة تطل على الشارع». وقضى سنة وثلاثة أشهر من مجمل السنوات الخمس التي عاش فيها في الزنزانة في «ظلام دامس، ما سبب لي ضعف في النظر، ولم يكن في الغرفة جهاز تكييف، بل فقط مروحة. وعشت سنتين من دون تلفزيون، فقد وفروا لي جهاز راديو فقط. وكان يرمى لي الطعام من فتحة صغيرة». ويكمل أنه «فور خروجي من الزنزانة كانت ردة فعلي البكاء لا أكثر، وكنت أتوسل لهم لإخراجي من هناك، إلا أنهم لم يستجيبوا لي. وكثيراً ما كنت أسأل والدي في حال مروره من أمام الزنزانة، عن سبب سجني، فيجيب بأن ذلك من أجل مصلحتي». وأكمل «لا زالت القضية في المحكمة للبت فيها، وقد تنازلت عن والدي، إلا أن هناك أطراف في القضية ساهموا في تعذيبي، لن أتنازل عنهم».