لم يتخيل عبدالحليم العطار، الذي خرج لبيع الأقلام كعادته، ان صورته وهو يحمل ابنته ريم ستغيّر حياته، بعدما لاقت انتشاراً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، تلتها حملة تبرعات عبر الإنترنت فاقت كل التوقعات. والتقط شخص صورة للعطار أثناء بيعه الأقلام عند إشارات المرور في العاصمة اللبنانيةبيروت، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتلفت انتباه ناشط آيسلندي يدعى جيسر سيمونارسون، أطلق حملة تحت مسمى «اشتروا الأقلام»، بهدف جمع التبرعات للعطار. وقال جيسر إن هدف الحملة كان جمع 5 آلاف دولار، لكن كمّ التعاطف مع العطار فاق التوقعات، إذ جمعت الحملة أكثر من 155 ألف دولار في غضون أربعة أيام فقط، وشارك فيها أشخاص من 89 دولة مختلفة. وجاءت غالبية التبرعات من موقعي «تويتر» و«فايسبوك». وأعلن سيمونارسون عبر موقع www.indiegogo.com: «لم أتوقع هذا الكمّ الهائل من التبرعات. شكراً للجميع على هذا الدعم. إنه لمن الرائع أن نشهد تكاتف الأشخاص معاً بهدف تغيير حياة شخص آخر». ولفتت القصة انتباه الناشطة اللبنانية كارول معلوف، التي تعمل في مؤسسة لبنانية تُعنى بشؤون اللاجئين، وتواصلت مع جيسر لإيصال التبرعات إلى العطار، كما وفرت الدعم المعنوي والمادي له ولعائلته الصغيرة. وقال العطار في لقاء مع شبكة «سكاي نيوز» العربية إنه علم بالحملة عن طريق أحد المارة، الذي أخبره أن صورته لاقت تفاعلاً كبيراً في مواقع التواصل. وأضاف انه «يريد الاستفادة من الأموال في تعليم طفليه»، مشيراً إلى انه ينوي «التبرع بجزء منها لمساعدة اللاجئين، خصوصاً ان نحو 500 طفل سوري يجوبون شوارع لبنان». وكان عبدالحليم العطار، وهو لاجئ فلسطيني في سورية، يعمل في أحد المصانع في اليرموك في دمشق قبل أن يغادر منزله منذ ثلاث سنوات هرباً من الحرب، ويلجأ إلى لبنان مع طفليه ريم وعبد الإله، ويخرج لبيع الأقلام كي يوفّر لهما ما يحتاجان إليه.