انتشرت شعارات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي في إطار حملة لمناهضة الاتجاه العدائي والتمييز المزعوم ضد اللاجئين السوريين في لبنان. وكان من بين تلك الشعارات: "ذات مرة، دعا لبناني إلى العنصرية فقال ألف لبناني لا للعنصرية." يُذكر أن أكثر من مليون سوري فروا من ويلات الصراع في بلدهم إلى لبنان المجاور البالغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة، وذلك منذ 2011 وفقا لتقديرات الأممالمتحدة. ويرى بعض اللبنانيين أن هؤلاء اللاجئين يمثلون تهديدا كبيرا للاقتصاد والبُنى التحتية والتماسك الاجتماعي للبلاد. وأدى ذلك إلى إثارة جدل واسع تركز على الأثر الذي من الممكن أن يحدثه وجود اللاجئين السوريين في لبنان. وكان من بين الأحداث التي أسهمت في إثارة ذلك الجدل ظهور رسم "غرافيتي" تضمن عبارة "إلى كل سوري حقير، ارحل."، ولكن نشطاء لبنانيين حذفوا كلمة "سوري" واستبدلوها بكلمة "عنصري". وأطلق ناشطون حقوقيون ومنظمات مجتمع مدني حملة توعية على الانترنت لدعم اللاجئين السوريين في لبنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من اللبنانيين. وبالفعل انطلقت أول حملة إلكترونية لذلك الغرض وتحمل اسم "الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصرية" على موقع فيسبوك. ولم يمر على إطلاق الصفحة سوى أسبوع واحد، حتى اجتذب قطاعات واسعة من المتابعين الذين يبدي أغلبهم التضامن مع اللاجئين السوريين في لبنان. غير أن هناك أيضًا على نفس الصفحة من اعتبر أن اللاجئين يشكلون تهديدًا للاقتصاد اللبناني. وتنشر الحملة الإلكترونية على فيسبوك صورًا لنشطاء وهم يحملون لافتات كتب عليها عبارات مناهضة للتمييز. ومن بين هؤلاء النشطاء سلام قبول الذي كتب يقول "ذات مرة قابلت سوريًا رفع رأسي ورأسك". ونشر نظير رضا صورته حاملًا لافتة تقول "أهلًا بكل إخواننا السوريين، ولا أهلًا ولا سهلًا بالعنصريين… لا للعنصرية." أما نينا أبو شبهة فنشرت صورتها حاملة لافتة كتب عليها "لم يهرب من الموت ليموت من الإذلال." ولكن هناك من يرى عكس ذلك، وهو ما اتضح من بعض الرسائل التي نُشرت على الصفحة لتؤكد أن إيجار المنازل شهد ارتفاعًا حادًا، وتراجعت الأجور لأن اللاجئين السوريين يقبلون بأجور أقل من اللبنانيين. قالت فرح، إحدى المشاركات في تنظيم الحملة وإطلاق صفحة "الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصرية"، إن "الحملة تأسست لتوفير منصة يمكن للبنانيين من خلالها التعبير عن تضامنهم مع اللاجئين." وأضافت "نقول للاجئين أنهم ليسوا وحدهم وأنهم مرحب بهم في لبنان." في غضون ذلك، بدأت المجالس المحلية بلبنان تقييد حركة اللاجئين وفرضت عليهم حظر تجوال من التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحًا. وكان التليفزيون قد بث قبل أشهر قليلة مقابلة مع عمدة إحدى ضواحي بيروت الذي قال إن السلطات أصدرت بطاقات خاصة للسوريين. وأضاف أنه "على اللاجئين السوريين الانتهاء من عملهم أثناء ساعات النهار والعودة إلى محال إقامتهم بحلول الليل." وقال الوزير السابق، نيكولاس موريس صحناوي في مؤتمر صحافي عُقد في مارس / آذار الماضي إن اللاجئين السوريين لابد من أن يُرحلوا إلى سوريا. وكانت تصريحات صحناوي أثارت غضبا عارما من جانب النشطاء، الذين بدأوا بالفعل في إدراج اسمه في الشعارات التي يرفعونها لمناهضة العنصرية. بدأ اللبنانيون التفاعل على هاشتاغ "لا للعنصرية" للتوعية بالتمييز وما ينطوي عليه من ممارسات. وانتشر هذا الهاشتاغ على نطاق واسع الفترة الأخيرة. وبلغ عدد الصور المنشورة على تويتر بهذا الشأن سبعين صورة لناشطين يحملون شعارات مناهضة للعنصرية تناولت "العنصرية في لبنان" والتي تدعو إلى مناهضة التمييز ضد اللاجئين السوريين وضرورة إظهار التضامن معهم. ويشارك في الحملة صحفيون ومفكرون بالإضافة إلى الدعم الإعلامي الذي تتلقاه الحملة.