"إلى كل حقير عنصري إرحل"، هكذا استُبدلت عبارة :"إلى كل حقير سوري إرحل"، التي كانت مكتوبة على جدار من جدران بيروت، من قبل أحد الناشطين، التي استفزّته العبارة، وقرّر أن يشطبها ويعدّلها كي تليق ب"لبنانيته". وفي 21 آذار، وهو اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري، أطلق ناشطون لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة داعمة للاجئين السوريين، تحت عنوان "#لا_للعنصرية "، والتي تأتي "رفضاً لكل محاولات التضييق والعنف التي تطال السوريين، ورفضاً لكل الخطابات السياسيّة العنصريّة، وما يرافقها من تحريض إعلامي"، كما تصف صفحة "الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصرية"، الحملة التي أطلقتها عبر موقع "فايسبوك"، والتي لا تزال تحصد تضامناً واسعاً من قبل اللبنانيين، اليوم. وشارك، حتى اليوم، حوالي 79 شخصاً في هذه الحملة، عبر مشاركة صورتهم، وهم يحملون ورقة يكتبون عليها رسالتهم إلى العنصريين، أو إلى اللاجئين السوريين، لتعود الصفحة وتقوم بنشرها ومشاركتها مع متابعيها، الذين يتجاوز عددهم ال10,370 متابع. وانتقد بعض الناشطين تصريحات الوزير اللبناني السابق نقولا صحناوي، وزميله في"التيار الوطني الحرّ"، المهندس زياد عبس، الأخيرة، اللذين طالبا خلال مؤتمر صحافي، "شحن" السوريين إلى بلادهم، وظهرت الانتقادات في الصور التي أرسلها الناشطون إلى الصفحة. وكتب سلام كبول: "مرة في واحد سوري. رفع راسي وراسك"، أما غسان صالح فكتب: "90% من بيوتنا عمّروها سوريون!! كمّل عنصريتك وفلّ من بيتك" وكتبت ليال حداد نخلة: "اغفروا لنا ما تصنعه عنصرية بعضنا" ، أما عمر كبول فكتب: "مرة واحد حمصي انتفض لكرامته قبلِك وقبلَك". وقالت الناشطة لونا صفوا، في اتصال مع "الحياة": "أحببت المشاركة في هذه الحملة، لإيصال وجهة نظري إلى اللبنانيين والسوريين. فيمكن للوزراء والنواب التعبيرعن وجهة نظرهم من خلال عقد مؤتمرات صحافية، للتحدّث عن اللاجئين السوريين، أما نحن، فليس لدينا منبر، وهذه الحملة هي بمثابة منبرنا". وأضافت لونا: "من الممكن أن ننزل إلى الشارع، إذا ما تصاعد الخطاب العنصري، فيصبح هناك حاجة لممارسة ضغط معين، ليصبح هناك نوع من الاحترام للاجئين السوريين". أما الناشط سلام كبول، فأكّد ل"الحياة" أن: "السبب الأساس في مشاركتي الردّ على الهجمة العنصرية التي يتعرّض لها اللاجئون السوريون، سواءً كانت من جهات سياسية أو مدنية، والأهمّ الوقوف بوجه بعض الوسائل الإعلامية، التي تتبنى الموضوع، وتساعد بنشره." وأضاف: "مُعيب التمييز. ووضع مجموعة معينة بخانة العنصرة، وهذه مشكلة لا تكمن مع اللاجئيين السوريين فقط، بل هي موجودة مع كل الجنسيات العاملة في لبنان". أما في حال استمرار هذا الخطاب، فيؤكد سلام: "الأكيد أن هذه الحملة ليست افتراضية، والتصعيد والمواجهة خياران، واردان دائماً! فالنزول إلى الشارع هو أمر مطروح طبعاً، ولكنه ليس الخيار الأول". والجدير بالذكر أن جمعية "سوا فور سيريا"، أو "سوا من أجل سوريا"، تقيم ليل السبت المُقبل حفلة لفرقة "مشروع ليلى" اللبنانية، يعود ريعها إلى اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية، الذين تهتمّ بهم هذه الجمعية منذ لجوئهم إلى لبنان.