غالبا ما يُظهر الإعلام المعاناة التي يحياها سكان قطاع غزة، لكنه يغفل عن إظهار البسمة والضحكة الفلسطينية التي فشلت الحروب في دفنها، فعلى رغم دخول الحصار المفروض على قطاع غزة عامه الثامن، لا يزال السكان يحاولون أن يعيشوا أيامهم بشكل طبيعي بعيداً من تأثير الحصار والحرب، بل تميزوا في بعض الأحيان ليحققوا إنجازات ويتفوقوا على نظرائهم في البلاد العربية والأجنبية، مؤكدين جملة للشابة الفلسطينية رفيف زيادة التي ألقت من بريطانيا قصيدة قبل سنوات، قالت فيها إن «الفلسطيني يستيقظ من النوم كل يوم ليعلم الحياة، يا سيدي». وعلى رغم فرض إسرائيل الحصار على القطاع بشكل دائم، وإغلاق مصر لمعبر رفح الذي يربط القطاع بالعالم الخارجي، ما زال الغزيون يبذلون قصارى جهدهم لتطبيع حياتهم اليومية، وقضاء لحظات سعيدة شبيهة بتلك التي يمر بها الناس في العالم، مثلاً يُظهر فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حفل تخرج أقامته إحدى المدارس في غزة مشابه للحفلات التي تُقام في المدارس الدولية في البلدان العربية، فيما نرى بين الحين والآخر صوراً لحفلات صغيرة تعقد في القطاع لرسم البسمة على شفاه أطفال يعانون الأمرّين. إلى ذلك، تميز العديد من سكان القطاع الذي ذاقوا طعم الحرب والحصار، مثلا نرى طبيباً غزياً يحمل الجنسية الكندية، ويعمل في مستشفى «الشفاء» في غزة يُدعى طارق لوباني، يتمكن من صنع سماعة طبية مطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد، ولا تزيد كلفتها على ثلث دولار أميركي (30 سنتاً). ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن الطبيب قوله إن اختراع السماعة تم خلال حرب العام 2012، بهدف مواجهة النقص الذي عانت منه المستشفيات حينها، مقابل عدد الجرحى الذين تستقبلهم. وأكد لوباني أنه يسعى حالياً إلى تسجيل براءة اختراعه في كندا. وفي تميز آخر، حصل المصور الغزي أشرف أبو عمرة على جائزة المسابقة الدولية للتصوير الصحافي «أندريه ستينين» في فئة الحياة اليومية التي تنظمها وكالة «روسيا سيغودنيا»، تحت رعاية اللجنة الروسية لشؤون «يونسكو». وشارك أبو عمرة في المسابقة بصورة لحجاج بيت الله الحرام خلال صعودهم جبل عرفات أثناء موسم الحج للعام 2014. وساهمت الفتيات بنصيبهن من التميز، اذ نشرت وكالة أنباء «الأناضول» على موقع «يوتيوب» تقريراً عن الطفلة الغزية هلا البطراوي التي لم يتجاوز عمرها الست سنوات، لكنها تُعتبر إحدى أبرز الفارسات الفلسطينيات، وتقول البطراوي إنها تسعى حالياً إلى تسجيل اسمها في موسوعة «غينيس»، لتصبح أصغر فارسة قفز حواجز في العالم، وتستطيع الطفلة حالياً القفز بفرسها بخفة فوق حاجز يتخطى ارتفاعه المتر ونصف تقريباً. ويُذكر أن الفتاة الغزية أريج المدهون التي نشأت في مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، حصلت في العام 2013 على المرتبة الأولى في «مسابقة الذكاء العالمي» التي تُقام في ماليزيا كل عامين.