حال مهرجان «الجنادرية» للتراث والثقافة دون اختفاء الحرف اليدوية، التي باتت «شبه منقرضة» في السعودية، خصوصاً «الحرف التراثية»، التي تعاني من شح كبير في الإقبال عليها، أخيراً. وفي السعودية، فاقت السيدات الذكور في نسبة الإقبال على المهن الحرفية، إذ استغلت النسوة فرص النجاح، وكسب الرزق التي تتيحها تلك الحرف، خصوصاً أنها ذات مردود مادي كبير. وضربت «السعوديات» باعتقادات اجتماعية قسّمت الحرف إلى ذكورية وأنثوية عرض الحائط، بإقبالهن على مهن حرفية، مثل: صيانة أجهزة الحاسب الآلي، وأجهزة الهاتف النقال. بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة الأيادي الحرفية الدكتور أحمد هاشم ل «الحياة» أن هناك نوعين من الأعمال الحرفية، إذ توجد الأعمال التراثية والمهن الحرفية. وقال: «للأسف تتجاوز نسبة العاملين في المهن الحرفية من الوافدين في السعودية 90 في المئة، ونسعى من خلال الجمعية إلى توعية المجتمع بأهمية الحرفة، وجدوى مردودها المادي. فصيانة الجوال مثلاً قد تعود على الفرد ب300 ريال يومياً، وبهذا المعدل اليومي يصل دخله الشهري إلى تسعة آلاف ريال، وهذا المبلغ يعد أكبر من راتب موظف بمنصب عال، وبالتالي يجب علينا توعية المجتمع للفوائد التي تعود عليهم من خلال ممارسة المهن الحرفية، ونسعى لتغيير تلك النسب خلال ثلاث أو خمس سنوات و تحويلها إلى 60 في المئة على أقل تقدير، في منطقة مكةالمكرمة». ولفت إلى أن المهن التراثية قد لا تنقرض بسهولة، لوجود مهرجانات الجنادرية، التي تحافظ عليها، وتحول دون انقراضها، و«أعتقد أن المهن الحرفية ستظل موجودة ولن تنقرض، إذ إننا في حاجة إليها، كما أنها تعود أيضاً بمردود مادي جيد، على عكس المهن التراثية». وأضاف: «غالبية الحرف التراثية لا تعتبر مطلباً سوقياً، ولهذا لا نجد إقبال الشبان والفتيات عليها، و لكننا نحاول أن نطور تلك الحرف ونجعلها متطلبات سوقية، إذ نحاول تطوير الأدوات التي قد نصنعها بحيث يستخدمها الناس، ونحافظ على التراث فيها في نفس الوقت، كون بعض الأمور قد تكون ذات طابع تراثي بحت ولا تجد من يريد استخدامها، ولكن بمحاولة تطويرها قد تجد رواجاً في السوق». وأشار إلى أن أكثر المتقدمين لجمعية الأيادي الحرفية من السيدات، إذ تتراوح نسبتهن بين 74 و76 في المئة، وبقية النسبة من الذكور. ما يدل على ارتفاع نسبة إقبال السيدات عليها، «وهناك الكثير من الحرف المتوافرة للمرأة ومنها صيانة الجوال إذ إننا نعلم بالمشكلات التي تواجه الكثير من السيدات لدى تعطل أجهزتهن المحمولة، وصعوبة تعامل بعضهن مع بعض الرجال في مجال الصيانة، وبهذا يكون من السهل التعامل مع سيدة مثلها، ما سيعود بمردود مادي جيد بالنسبة لهن، كما أن هناك الكثير من الحرف الخاصة بالسيدات والتي نقوم بتدريبهن عليها وحرف أيضاً يمارسها الرجال يستطعن ممارستها». وأكد إمكان المحافظة على الحرف التراثية، من خلال تحويلها من «قيمة تراثية» فقط إلى «قيمة تراثية اقتصادية»، وبالتالي يوفّر الرواج والطلب للحرف والمهن التي يتدرب عليها الشبان والفتيات.