توصل علماء ألمان إلى طريقة لاستخلاص عنصر كيميائي نفيس من نبات «الغرمانيوم»، وهو عنصر شبه موصل استخدم في تصنيع أول جهاز "ترانزيستور"، لقدرته الفائقة السرعة في نقل الموجات الكهربائية. وفي عصرنا، لا غنى عن سيليكون «الغرمانيوم»، وهو عنصر لا فلزي في حياتنا المعاصرة، وضروري لصناعة أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وكابلات الألياف الضوئية. ويستخدم «الغرمانيوم» الذي يبدو شفافاً في الأشعة تحت الحمراء خلال أجهزة التوجيه الذكية، والمجسات التي تستخدمها السيارات في توجيه حركتها في موقف السيارات. وعلى رغم وجود «الغرمانيوم» في التربة بأنحاء العالم، إلا أن استخلاصه صعب وتجيء غالبية الإمدادات من الصين. ويعتقد علماء ألمان في جامعة فرايبورغ للتعدين والتكنولوجيا، أنهم توصلوا إلى طريقة ثورية للحصول عليه من تربتهم، بمساعدة بسيطة من الطبيعة. وأستاذ الأحياء هرمان هايلماير هو ضمن مجموعة من العلماء يستخدمون نباتات عادية في هذه العملية غير المعتادة. ويقول هايلماير، وهو يستعرض محاصيل حقله إنه «ما يزرع في هذا الحقل محاصيل متنوعة للطاقة، على سبيل المثال عباد الشمس وذرة وحشائش، لكن بدلاً من استخدامها في أغراض الطاقة، نريد أن نستعملها في التعدين النباتي هكذا نسميها في ألمانيا، ونريد أن نستخرج عناصر موجودة في التربة، لتنتقل إلى ساق النباتات وثمارها ونجمعها ثم نستخلص هذه العناصر من النباتات، بعد أن تكون استخدمت في الطاقة أي بعد تخميرها». ولا تزال هذه العملية في مراحلها الأولية، لكن هايلماير ذكر أن «فريقه حدد النباتات التي تمكنهم من توسيع نطاق تجربتهم، وستجري المرحلة التالية من العملية في مختبر جامعة فراينبورغ، حيث يشرف الأستاذ الجامعي ورئيس قسم الكيمياء الصناعية على المشروع مارتن بيرتو». ومن الناحية الاقتصادية، تعتبر هذه العملية مجدية لأن استخلاص «الغرمانيوم»، يمكن أن يحدث، بعد معالجة النبات لاستخدامه كغاز حيوي، وهذا سيوفر الكثير من الكلفة التي تغطيها بالفعل مصانع الغاز الحيوي.