تُنظّم غواتيمالا في 25 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، دورة ثانية في انتخابات الرئاسة، بعدما أظهرت الدورة الأولى التي نُظمت الأحد، أن ممثلاً كوميدياً لا يملك أي تجربة سياسية، تصدر الاقتراع وسط أزمة في البلاد بسبب الفساد. وبعد فرز نحو 95 في المئة من الأصوات، نال الممثل ومقدم البرامج التلفزيونية جيمي موراليس، مرشح «جبهة التوافق الوطني» اليمينية، 24.43 في المئة من الأصوات، متقدماً رجل الأعمال المحافظ مانويل بالديزون المدعوم من «حزب الحرية الديموقراطي» اليميني (19.41) والسيدة الأولى السابقة ساندرا توريس (19.09)، مرشحة «الاتحاد الوطني للأمل»، وهو حزب اشتراكي ديموقراطي. وأعلنت المحكمة الانتخابية العليا أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت نحو 70 في المئة، أي تقريباً النسبة التي سُجلت في انتخابات 2011. وجرى التصويت بهدوء، عكس توقعات بنسبة امتناع ضخمة، وسط أجواء استياء تُعتبر سابقة في البلاد، بعد استقالة الرئيس أوتو بيريز وتوقيفه، للاشتباه بتورطه بفضيحة فساد. ويبدو أن الناخبين وجدوا وسيلة للتعبير عن استيائهم، عبر اختيار مرشح غير عادي، إذ إن موراليس الذي اشتهر بشخصية ساذجة جسّدها في السينما، تمكّن من اختراق الساحة السياسية في الأشهر الأخيرة، لكنه لا يملك برنامجاً عملياً. وكان قال الأحد: «نحن جزء من الشعب المتعب الذي لم يعد يريد تكرار الشيء ذاته». وكانت استطلاعات للرأي أظهرت لفترة طويلة تقدّم بالديزون، لكن فضائح فساد وغسل أموال طاولت ستة نواب من حزبه، ومرشحة لمنصب نائب الرئيس، دفعت جزءاً من الشعب إلى رفضه. وقال المحلل السياسي سيسيل دي ليون: «في هذه الأوضاع من التشكيك بالطبقة السياسية، يظهر جيمي ظاهرة جديدة بلا ماضٍ في الأحزاب السياسية أو في مناصب عامة».