قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية أمس إن الوضع الصحي للأسيرين أيمن زعاقيق، ومحمود الحروب في سجن «النقب» الصحراوي ازداد تدهوراً نتيجة الإهمال الطبي من مصلحة السجون الاسرائيلية والمماطلة في تقديم العلاج اللازم لهما. وأشار محامي الهيئة فادي عبيدات الى أن زعاقيق (35 سنة) من بلدة بيت أُمّر شمال مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية يعاني من وضع صحي صعب بعد تعطل وظائف كليته اليمنى في شكل كامل بسبب إضرابه عن الطعام مرات سابقاً. ولفت إلى أن زعاقيق المعتقل ادارياً منذ 22 نيسان (أبريل) عام 2014، يعاني أيضاً من آلام حادة في المثانة، نتيجة حصى كبيرة فيها، ونزول كميات كبيرة من الدم مع البول. وأوضح عبيدات أن الحروب (23 سنة) من مدينة دورا جنوب الخليل يعاني من نوبات عصبية شديدة وصرع بين الحين والآخر، ولا يُعطى سوى المسكنات والحبوب المخدرة. كما يعاني الحروب، المعتقل ادارياً منذ نحو عام واحد، من مرض البواسير، وخلع الورك، واعوجاج في الحوض، وقصر في قدمه اليسرى بنحو سنتمترين ونصف، ولا يتلقى أي علاج، أو أحذية مناسبة لحالته. من جهته، قال مكتب إعلام الأسرى إن مصلحة السجون لا تزال تواصل حربها على الأسرى بكل الطرق والوسائل بهدف التنغيص على حياتهم، ومضاعفة معاناتهم، والتسبب بإيذائهم جسدياً ونفسياً، وفي مقدم هذه الوسائل أجهزة التشويش الضارة التي تزرعها المصلحة قرب غرفهم. ونقل المكتب أمس عن الأسرى في سجن «عوفر» قرب مدينة رام الله وسط الضفة، شكواهم المتواصلة من وجود مشاكل صحية لم تكن ظاهرة بسبب أجهزة التشويش التي تضعها الإدارة في شكل لافت ومبالغ فيه في كل أنحاء السجن بدعوى أن الأسرى يجرون اتصالات هاتفية من داخل السجن مع ذويهم. ويؤكد الأسرى أن أجهزة التشويش تصدر عنها إشعاعات تسبب أضراراً واضحة على صحتهم، واشتكى عشرات منهم في سجون فيها أجهزة تشويش من أعراض صحية من بينها القلق، وقلة النوم، والصداع، وآلام الرأس وتسارع في ضربات القلب، إضافة الى مشاكل في السمع تزيد مع الأسرى الذين يمضون سنوات طويلة في السجون، وهذه الأمراض تزداد خطورة في السجون التي تم فيها تركيب أجهزة تشويش متطورة أخيراً. في هذه الأثناء، نظمت حركة «الجهاد الإسلامي» ومؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى أمس وقفة تضامنية مع الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام في سجون الاحتلال أمام مقر المفوض السامي لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في مدينة غزة، شارك فيها عشرات ممثلي الفصائل العمل والجمعيات والمؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى وعدد من ذويهم وأسرى محررون. وقال القيادي في الحركة أحمد المدلل خلال الوقفة إن «انتصار الأسير المحامي محمد علان لن يكون آخر انتصارات الحركة الأسيرة ضد الجلاد الصهيوني الذي يمارس أقسى وأبشع صور الإجرام في حق أسرانا الأبطال في السجون؛ سواء من خلال سياسة الاعتقال الإداري التعسفي، أو الاهمال الطبي المتعمد أو العزل الفردي». وشدد الناطق الإعلامي لمؤسسة مهجة القدس الأسير المحرر أحمد حرز الله خلال الوقفة على أن «معركة الاضراب عن الطعام لا تزال مستمرة حيث يواصل الأسرى إضرابهم فرادى وجماعات لكسر سياسات الاحتلال العنصرية والتعسفية، وفي مقدمها سياسة الاعتقال الإداري التعسفي». وأضاف ان «الأسرى المضربين عن الطعام حالياً يوصلون للاحتلال وإدارة السجون وأجهزة الأمن الاسرائيلية أن الفلسطينيين سيواصلون نضالهم وجهادهم بأمعائهم وبجوعهم لكسر سياسة الاعتقال الإداري وهم يدافعون عن كل أطياف شعبنا المجاهد». الى ذلك، طالب عضو المكتب السياسي ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، مسؤول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر ب»هبة جماهيرية شاملة دعماً وإسناداً لأسرانا البواسل في السجون، خصوصاً المضربين عن الطعام منذ أكثر من 15 يوماً رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري». واعتبر في تصريح أن «الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام يخوضون معركة استراتيجية مهمة تحت شعار معركة كسر القيود، ما يتطلب تفاعلاً شعبياً وفصائلياً ومؤسساتياً معها، باعتبارها معركة الشعب الفلسطيني بأكمله وليس الأسرى فقط». وأشاد برفاقه الأسرى المضربين عن الطعام نضال أبو عكر، وبدر الرزة، وغسان زواهرة، وشادي معالي، ومنير أبو شرار، بلال الصيفي، وغيرهم ممن انضموا وسينضمون للإضراب. وشدد على «أهمية تدويل قضية الأسرى، وتحويل ملفات الاعتقال الإداري، والأسرى المرضى، والانتهاكات المستمرة في حق الأسيرات والأسرى إلى المحكمة الجنائية الدولية من أجل ملاحقة الاحتلال على جرائمه في حقهم».