يدخل اليوم إضراب الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي المفتوح عن الطعام يومه ال 39 على التوالي، في ظل تدهور أوضاعهم الصحية، فيما تتجه الأمور نحو مزيد من التصعيد من جانب رفاقهم المتضامنين معهم. وواصل الأسير الإداري أيمن اطبيش (34 سنة) من بلدة دورا قرب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم ال 93 على التوالي. وسينضم اليوم نحو 1500 أسير للإضراب، ليرتفع العدد الى نحو ثلاثة آلاف دعماً لنحو 140 أسيراً إدارياً وإعلان رفضهم سياسة الاعتقال الاداري في معركة الأمعاء الخاوية، وصراع الارادات مع مصلحة السجون الاسرائيلية التي ترفض حتى الآن الاستجابة الى مطالبهم أو الحوار معهم. وقال نادي الأسير الفلسطيني إن الإضراب في طريقه نحو التصعيد، في ضوء إعلان المئات الانضمام الى الإضراب ابتداءً من اليوم. وأضاف في بيان أمس أن مصلحة السجون نقلت خلال الأيام الماضية نحو 80 أسيراً الى المستشفيات المدنية بعدما تدهورت أوضاعهم الصحية، خصوصاً من بدأوا إضرابهم في 24 نيسان (أبريل) الماضي. وأوضح أن سلطات الاحتلال فرضت جملة من العقوبات على الأسرى المضربين منذ اليوم الأول من الإضراب تمثلت في حرمانهم من الزيارة والخروج الى الفورة (النزهة اليومية)، وسحب جميع مقتنياتهم، وعزلهم تماماً عن العالم. وأكدت مؤسسة «الضمير» لرعاية الأسير وحقوق الإنسان في رام الله أن الوضع الصحي للمعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام في تدهور مستمر، موضحة أن مصلحة السجون مستمرة في فرض سياسات عقابية في حقهم لإرغامهم على كسر إضرابهم. وأعربت في بيان عن قلقها البالغ على حياة المعتقلين المضربين عن الطعام، داعية الأسرى إلى مساندة إضراب الاداريين، وعدم السماح لمصلحة السجون الاستفراد بهم. وأشارت الى أن محامي المؤسسة سامر سمعان الذي زار المضربين أول من أمس، لفت الى أن اثنين منهم في وضع صحي خطير، اذ يعاني أحدهما من نزيف في الأمعاء ويتقيأ دماً، والآخر يعاني من ضعف في عضلة القلب وأغمي عليه أكثر من مرة. وقالت إن المعتقل المضرب عن الطعام ياسر بردساوي (48 سنة) أبلغ سمعان خلال زيارته في مستشفى كابلان الاسرائيلي، أن مصلحة السجون حاولت الاتفاق مع معتقلي سجن «النقب» في مقابل فك إضرابهم، لكنهم رفضوا المحادثات وأعلنوا تمسكهم بلجنة الإضراب باعتبارها عنوان اي محادثات. وأوضح أن المضربين يتناولون الملح، والسكر، وسكر الغلوكوز في الوريد، إضافة الى 10 أقراص فيتامينات، وأنهم مقيّدون بالأصفاد الحديد من قدمهم اليسرى ويدهم اليمنى في السرير من الساعة السابعة مساء وحتى السابعة صباحاً، وعدم السماح لهم بالذهاب الى الحمامات إلا على فترات متباعدة. ونقل بيان «الضمير» عن بردساوي قوله إن مصلحة السجون أرغمتهم على تناول مياه الشرب من الصنابير بعدما سحبت منهم زجاجات الماء، ما تسبب بمغص شديد في المعدة، وإصابة المعتقل علاء مجاهد بجرثومة في المعدة، كما سحبت الملابس والملابس الداخلية. ونسب الى أصغر معتقل إداري أحمد الريماوي (19 سنة)، المضرب عن الطعام، تأكيده أنهم ماضون في الاضراب حتى النصر. وأضاف أن إضرابهم ليس فقط من أجل أنفسهم، بل من أجل كل الشعب الفلسطيني المعرض لهذا النوع من الاعتقال التعسفي الإداري، ويمكن أن يتعرض اليه أي شخص في أي وقت».