يهدف المعرض، الذي يفتتحه أمير منطقة المدينةالمنورة فيصل بن سلمان، إلى التعريف بكتاب الله تعالى، عبر محتوى دقيق ومنظومة واسعة من التقنيات وفق أسلوب العرض المتحفي. ويضم المعرض أكثر من 50 مخطوطة من أنفس المخطوطات للمصحف الشريف، إذ كتب بعضها قبل نحو ألف عام، وتبرز هذه المخطوطات العناية بالمصحف الشريف في الخط والترقيم والتقسيم والتجليد، إضافة إلى عدد من المقتنيات، ومنها قطعة من ستارة الكعبة صنعت قبل أكثر من 140 عاماً كتبها الخطاط المشهور عبدالله زهدي. وأشار الرئيس التنفيذي لمجموعة «سمايا» المنظمة للمعرض فواز المحرج إلى أن فكرة إقامة معرض القرآن الكريم «جاءت لتتكامل منظومة التعريف بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبكتابه الكريم، بعد النجاح الذي حققه معرض أسماء الله الحسنى ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللذين لقيا صدى إيجابياً لدى الزوار على مختلف المستويات». وأوضح أن أمير منطقة المدينة وافق على فكرة المعرض، الذي يفتتح الأربعاء المقبل، وأنه اعتمد مقرّ المعرض في الجهة الجنوبية من المسجد النبوي. وإثر موافقة الأمير فيصل بن سلمان، أقر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ برعاية المعرض، كونه يصب في أحد أهم أهداف الوزارة وهو العناية بكتاب الله تعالى، وأقر أيضاً إتاحة عرض بعض المخطوطات الأصلية النادرة، المحفوظة لدى مكتبة الملك عبدالعزيز في المدينةالمنورة، إضافة إلى عرض إنتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. ولفت المحرض إلى أن فريق علمي وضع محتوى المعرض، الذي روعي فيه سهولة العبارة وطبيعة الزوار والقابلية للترجمة إلى عدد من اللغات الحية. وذكر أن ثلاث جهات علمية متخصصة قامت بمراجعة مادة المعرض، مراجعة شرعية ولغوية، فأثرت المادة وارتقت بها نحو مزيد من التجويد. وقال المحرض، في بيان صحافي، إن فريق التخطيط الهندسي قسم المعرض إلى قاعات عدة، تبدأ بقاعة «النبأ العظيم» مروراً بقاعة «تاريخ القرآن»، فقاعة «العناية التاريخية بالقرآن الكريم»، التي تضم مخطوطات مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، ثم قاعة «ورتل القرآن ترتيلاً» ثم قاعة «التفسير والتدبر» تليها قاعة «العرض المرئي» ثم قاعة «تقنيات في خدمة القرآن» ثم «تربية الأسرة والناشئة على القرآن» ثم قاعة «الجهود الحديثة للعناية بالقرآن الكريم»، التي تضم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وأخيراً قاعة «الوداع»، مضيفاً أن المعرض جهز بعدد من أفضل التجهيزات المناسبة للعرض المتحفي، مثل حافظات المخطوطات بمواصفات عالمية إلى جانب عدد من الشاشات التفاعلية عالية الوضوح، التي تضم مجموعة من المعلومات والأفلام، إضافة إلى أن محتوى العرض كله متاح عبر تقنية: (QrCode) لنقله وتصفحه عبر الأجهزة الذكية، مع توفير عدد من المرشدين المدربين والمؤهلين الذين يحملون شهادات عليا، ويجيدون لغات عدة، لمساعدة الزوار والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم. وأعرب رئيس مجموعة «سمايا» عن غبطته لتزامن افتتاح معرض القرآن الكريم مع وصول طلائع حجاج بيت الله الحرام لهذا العام إلى المدينةالمنورة، داعياً إلى زيارة المعرض والإفادة منه، إذ يفتح أبوابه طوال أيام الأسبوع على فترتين صباحية ومسائية.