طهران، نيويورك، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «مهر» - قال مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي أمس، ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نشرت «أكاذيب» حول إيران خلال جولتها في الخليج، فيما أعلنت موسكو إرجاء تسليم طهران أنظمة صواريخ «أس-300» المضادة للصواريخ «لأسباب فنية». وفي إشارة الى زيارة كلينتون للشرق الأوسط، قال خامنئي في تبريز شمال غربي ايران ان «أميركا التي حوّلت الخليج الفارسي الى مخزن اسلحة لنهب اموال دول المنطقة، ارسلت الان مجدداً عميلتها بوصفها بائعاً متجولاً الى الخليج الفارسي، لنشر أكاذيب باطلة ضد ايران، لكن أحداً لا يصدق تلك الاكاذيب لأنهم يدركون ان أميركا هي دولة الحرب الحقيقية وان الادارة الاميركية لا تفكر سوى بمصالحها، وتحاول من اجل ذلك انتهاك حقوق شعوب المنطقة». واعتبر ان الخطوات الاخيرة التي قام بها المسؤولون الاميركيون «متهورة جداً»، موضحاً: «أغاروا على أفغانستان والعراق والآن يتهمون الجمهورية الإسلامية التي يدرك الجميع أنها تسعى الى السلام والأخوة بين كل الدول الإسلامية في العالم». وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال الثلثاء الماضي ان الإسرائيليين «يستعدون لشن حرب في الربيع او الصيف، إلا ان قرارهم لم يُحسم»، مضيفاً: «لكن المقاومة ودول المنطقة ستسحقهم، إذا أقدم هذا النظام الغاصب على أي شيء». في موسكو، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هذه التصريحات مجرد «تكهنات». وقال: «لا نخطط لأي حروب». لكن الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس لم يستبعد الخيار العسكري مع إيران، قائلاً: «لا استبعد أي شيء». وقال نتانياهو بعد لقائه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الثلثاء، ان «روسيا تدرك جيداً المشكلة التي تشكلها ايران مسلحة نووياً. الامر الاكثر أهمية الان، هو ان ثمة اهتماماً عاماً بألا تصبح إيران قوة نووية». صواريخ «أس 300» وبعد ساعات على مغادرة نتانياهو موسكو، نقلت وكالة انباء «إنترفاكس» الروسية عن الكسندر فومين مساعد مدير جهاز التعاون العسكري-الفني الروسي التي تتولى صادرات السلاح الروسية، قوله ان تسليم طهران أنظمة صواريخ «أس-300» «أُرجئ بسبب مشاكل فنية. وسيتم التسليم بمجرد حلها. وأفادت «انترفاكس» بأن فومين الموجود في نيودلهي لحضور معرض للدفاع، لم يوضح طبيعة المشاكل التقنية ولا المدة التي سيستغرقها حلها. لكن الوكالة ذاتها نقلت عن فلاديمير كاسباريانتس وهو أحد مصممي الصاروخ تأكيده ان «لا مسائل تقنية. انها قضية سياسية». في الوقت ذاته، نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مدير الهيئة الفيديرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ميخائيل دميترييف قوله أن «التعاون مستمر» مع ايران، مضيفاً ان موعد تسليم صواريخ «أس-300» «سيتقرر في ما بعد. وتكهنت وسائل اعلام روسية بأن اسرائيل قد توافق على وقف بيع اسلحة لجورجيا، عدوة روسيا، في مقابل موافقة موسكو على وقف صفقة «اس-300». ولم ينفِ نتانياهو وجود مثل هذه الصفقة، اذ قال لصحيفة «كوميرسانت» الروسية رداً على سؤال حول جورجيا: «حين يتعلق الامر ببيع الاسلحة، نأخذ على الدوام بالاعتبار قلق كل الاطراف، ونتوقع من روسيا ان تقوم بالشيء ذاته، ان تتصرف لمصلحة الاستقرار في مناطق مضطربة». في واشنطن، قالت المندوبة الإسرائيلية لدى الاممالمتحدة غابرييلا شاليف ان روسيا «غيّرت موقفها» متخلّية عن تحفظاتها حيال فرض عقوبات جديدة على إيران، إثر زيارة نتانياهو لموسكو. واضافت ان موقفها حيال العقوبات يبقى «لغزاً». «مخطط حرب أهلية» من جهة أخرى، أعلن خامنئي ان الإيرانيين أفشلوا خطط «الأعداء» لإثارة «حرب أهلية» خلال مسيرات إحياء الذكرى الحادية والثلاثين للثورة في 11 من الشهر الجاري. ووصف خامنئي مشاركة الإيرانيين في الذكرى بأنها «معجزة»، قائلاً في تبريز ان «اعداء الثورة وبعض الفئات التي تتحدث بلغة الأعداء، سواء بعلم او بغيره، تحاول ان توحي بأن الثورة انحرفت عن مسارها الحقيقي، لكن الثورة تسير على الخطى التي حددها الإمام الخميني منذ انتصارها». وأضاف ان «أعداء الثورة والمعارضة المغفلة خططوا منذ زمن بعيد لإثارة حرب أهلية في 11 شباط، والإيحاء بأن الشعب الإيراني بات يتذمر من الثورة، لكن الشعب وجّه صفعة على وجه الأعداء، من خلال مشاركته الواعية والمليونية في المسيرات». وزاد: «يجب أن نحزن في اليوم الذي تشيد فيه الإمبريالية العالمية بنا». اعتقال أجانب في غضون ذلك، أعلن مدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي ان خمسة أجانب هم: فرنسي ومراسل ياباني وروسيان وأفغاني، اعتُقلوا خلال مسيرات 11 شباط. وأشار الى إطلاق ثلاثة منهم، لافتاً الى ان قضيتي أحد الروسيين والأفغاني أحيلتا على القضاء. في نيويورك، أعلنت «لجنة حماية الصحافيين» التي تُعنى بالدفاع عن الصحافيين، ان اكثر من 90 مراسلاً اعتُقلوا في ايران منذ الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، مشيرة الى ان 23 منهم على الأقل لا يزالون محتجزين. اما الصحافي الإيراني - الكندي مزيار بحري الذي كان يعمل لحساب مجلة «نيوزويك» الأميركية وسُجن في ايران في حزيران قبل إطلاقه بعد 4 أشهر، فقال ان اكثر من 100 صحافي ومدون وكاتب اعتُقلوا منذ الانتخابات، من بينهم 65 لا يزالون محتجزين و«قد توجه اليهم تهمة التجسس لحساب وسائل إعلام أجنبية».