أكد متخصصون في الأرصاد وأحوال الطقس أن مركز الإنذار المبكر التابع للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يعمل على مدار الساعة، بإطلاق التنبيهات والتحذيرات في ما يخص الظواهر الجوية، التي من المتوقع حدوثها خلال فترة تراوح بين 24 و48 ساعة. وقالوا ل«الحياة»، إن المركز يعمل على التواصل مع الجهات الحكومية المعنية، إضافة إلى المواطنين من الراغبين في تتبع أحوال الطقس والتوقعات، في حال وجود ظاهرة جوية معينة، بهدف أخذ الحيطة والحذر، «ولاسيما بعد تحذيرات المنظمة العامة للأرصاد العالمية من ظاهرة «النينو»، التي بدأت بالتكون في المحيط الهادي». وكشف المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن «الأرصاد» تعمل على «إرسال المعلومات عن الطقس والتغيرات المناخية المتوقعة إلى أكثر من 16 جهة حكومية معنية بالتعامل مع الظواهر الجوية بأنواعها كافة، وذلك وفق خطة زمنية معدة لذلك، وهو جزء من التنسيق المستمر بين الأرصاد والجهات الحكومية المعنية كافة». وقال القحطاني ل«الحياة»: «إن الهيئة تستخدم أجهزة لقياس عناصر الطقس، وفقاً للاشتراطات المعمول بها في منظمة الأرصاد العالمية»، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن عمليات قياس الطقس، بمختلف عناصره، تعمل على مدار 24 ساعة، إذ يتم رصد الحال المناخية لكل ساعة، من خلال 40 محطة رصد مناخية وأفرع للهيئة منتشرة في المناطق السعودية كافة، وتضم راصدين ومتنبئين جويين. وأضاف المتحدث باسم «الأرصاد»: «إن للرئاسة العامة لهيئة الأرصاد وحماية البيئة 189 محطة رصد مناخي أوتوماتيكية، منتشرة في جميع أرجاء السعودية، تهدف إلى رصد المعلومات الجوية والمناخية في شكل دقيق، من ناحية كل المتغيرات في عناصر الطقس على مدار اليوم، وتعمل تلك المحطات وفقاً للمعايير المعمول بها دولياً». وأشار القحطاني إلى أن الأرصاد عملت على تفعيل نظام الإنذار المبكر، وهو نظام عالمي ومفتوح لجميع المواطنين، بهدف الاطلاع ومعرفة أحوال الطقس في شكل مستمر، لكل مدينة ومنطقة في السعودية، منوهاً، في الوقت ذاته، بأن «عمليات الرصد تتابع في شكل مستمر صور الأقمار الاصطناعية ورادارات الطقس، للحصول على معلومات دقيقة في حال وجود ظواهر جوية، تستدعي المتابعة في شكل مستمر ودقيق، كالعواصف الرملية وتوقعات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وغيرها». ولفت إلى أن الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، عملت على تفعيل برنامج تثقيفي عبر رسائل الجوال وبرنامج «واتساب»، يقدم للمشاركين فيه خدمات الرسائل النصية، التي تمكن الجميع من متابعة عناصر الطقس والاطلاع على المعلومات الصحيحة. وأكد أن السبب الرئيس لتدشين هذه الخدمة إعطاء المواطنين معلومات صحيحة، في ظل انتشار ظاهرة الإشاعات والمعلومات المغلوطة، في جميع قنوات ووسائل التواصل الاجتماعي. بدوره، قال مدير مركز التميز للأبحاث رئيس قسم الأرصاد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة منصور المزروعي: «إن مركز الإنذار المبكر التابع للرئاسة العامة لهيئة الأرصاد وحماية البيئة، يعمل على إطلاق إنذارات في حال وجود توقعات لحال جوية معينة، سواء أكانت أمطاراً أم عواصف رملية أم غيرها من الظواهر، التي يتطلب من عموم المواطنين أخذ الحيطة والحذر أثناءها». وأضاف المزروعي: «إن المركز يطلق تحذيرات في شكل مباشر في ما يخص الظواهر القصيرة، التي يتوقع حدوثها بين 24 و48 ساعة»، مشيراً الى أن الظاهرة التي بدأت تتكون في الوقت الراهن هي «النينو»، التي أعلنتها المنظمة العالمية للأرصاد في المحيط الهادي، والتي يصحبها ارتفاع في درجات الحرارة في مناطق معينة من العالم، وهطول أمطار في مناطق أخرى». تأثيرات غير مباشرة ل«النينو» في السعودية وصف رئيس قسم الأرصاد «النينو» بأنها «ظاهرة عالمية تؤثر في المناخ العالمي بشكل عام. كما تلعب دوراً كبيراً في إصابة مناطق في العالم بالجفاف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ولها علاقة مباشرة بهطول أمطار في مناطق أخرى من العالم، إضافة إلى تكوين الأعاصير»، منوهاً بأن الظاهرة «بدأت في التشكل، إذ ارتفعت درجة حرارة المحيط الهادي حالياً درجة ونصف الدرجة، ومن المتوقع أن ترتفع بمعدلات أكبر، وخصوصاً في تشرين الثاني (نوفمبر)، وكانون الأول (ديسمبر) المقبلين. وعن تأثر طقس ومناخ السعودية بهذه الظاهرة، قال المزروعي: «إن أكثر الدول المتأثرة بالظاهرة هي أستراليا وإندونيسيا، التي ستتجاوز فيها درجات الحرارة المعدلات الطبيعية. في حين أن المؤشرات رصدت وجود تأثيرات في السعودية، منها ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق، وتوقعات بهطول أمطار في مناطق أخرى». وأوضح أن التوقعات والمؤشرات تشير إلى أن «المناطق التي تقع في شمال شرقي السعودية والمناطق الجنوبية ستتأثر بهذه الظاهرة، من خلال هطول أمطار عليها، ولكن بدرجات متباينة». وذكر أن التأثيرات الظاهرة في السعودية «لن تكون مباشرة، مثل أستراليا وإندونيسيا، بل غير مباشرة من ناحية تغيرات في حركات الرياح وهطول الأمطار». وعن آليات متابعة الظواهر الجوية، قال خبير الطقس فايز الثبيتي: «تعتمد عملية المتابعة على قوة الحال التي يتم استنتاجها من متابعتنا خرائط الطقس، وخصوصاً عامل الرطوبة في الطبقات الثلاث، ودرجة التبريد، والرفع الحراري من البحار إلى اليابسة، إضافة إلى متابعة حركة الرياح وتقسيمها - بحسب حالها - إلى رياح إيجابية، وأخرى سلبية».