تفاعل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مع صور لجثة الطفل السوري عيلان الكردي ذي الأعوام الثلاثة الذي لفظه البحر على رمال شاطئ بودروم جنوب غربي تركيا. وتصدرت صوره نقاشات الناشطين في مواقع التواصل كافة، وتم تداولها على برنامج المحادثات النصية «واتساب» على أنها صور «مؤلمة» و«محزنة» تجسد بعض من معاناة السوريين، فيما احتل وسم «#الضمير_العربي» قائمة الهاشتاغات الأكثر تفاعلاً في «تويتر» في غضون ساعات من إطلاقه. وأثارت صور جثة الطفل قريحة الشعراء، واستفزت ريشة الرسامين وأنامل المصممين في مواقع التواصل. ومن بين الأعمال التي لاقت رواجاً كاريكاتير يصور الطفل وهو يرقد على بطنه وكأنه في مقبرة، وفوق رأسه لوح كُتب عليه «الضمير العربي»، وعلى يمين الصور كُتب بخط أكبر «النهاية»، وكأنه يحاكي نهاية «الفيلم» الذي انتهت قصته بوفاة البطل (الضمير العربي)، في إشارة إلى صمت العرب عن الأزمة السورية، واكتفائهم بالمعونات المادية، في الوقت الذين يحتاج فيه السوريون إلى موطن أكثر من أي شيء. وصورت إحدى الرسومات أيضاً الطفل وهو يقف على الشاطئ، وينظر إلى الكرة الأرضية تغرق، وعنونها الرسام ب«نجا عيلان وغرق العالم»، في إشارة إلى أنها وصمة عار على أجمع وليس على الطفل. وفي «تويتر»، صاغ محمد الشمري مشاركته شعراً مرفقاً بصورة جثة الطفل، وقال: «يا أيها البحر لا تبكي وتُبكينا *** وابلع دموعك إن الدمع يُؤذينا. متى ستعرف أن الموج موطننا *** فليس من بلد في البر يأوينا. يا أيها البحر لا تبكي على شعبٍ *** أبكى الصخور ولم يبكي السلاطينا. كل البلاد بوجه الضيف مقفلة *** إلا السماء أراها رحبت فينا». وكتب الشيخ عائض القرني: «لا تسأل الفرس والأتراك والعربا *** واهرب إلى الله حاز الخلد من هربا. لست الغريق هم الغرقى بخيبتهم *** على العروبة صلى المجد وانتحبا». وكان الطفل السوري بين مجموعة من 12 مهاجراً سورياً غرقوا ليل الثلثاء الماضي، بعدما انقلب المركب الذي كان ينقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية. وعُثر على الشاطئ نفسه على جثتي شقيقه غالب (5 سنوات) ووالدتهما ريحانة. وكان والد الطفل روى، أمس (الخميس)، ل «فرانس برس» إن ولديه «انزلقا من بين يديه» حين انقلب المركب الذي كان يقلهم إلى اليونان. وأضاف: «كانت لدينا سترات نجاة، لكن المركب انقلب فجأة بسبب نهوض بعض الراكبين. كنت أمسك يد زوجتي لكن ولدي انزلقا من بين يدي».