استبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخلاً عسكرياً روسياً مباشراً في سورية، وقال ان هذا الموضوع ليس مطروحاً للبحث حالياً، لكنه شدد على مواصلة بلاده دعم النظام السوري بالأسلحة والعتاد العسكري، وجدد طرح مبادرته لتأسيس تحالف واسع يضم اطرافاً اقليمية ودولية لمواجهة تمدد تنظيم «داعش» في سورية والعراق. كما اشار الى استعداد النظام السوري اجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ورد بوتين أمس، خلال مشاركته في اعمال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك (اقصى شرق) على سؤال حول مزاعم عن ارسال طائرات حربية وقوات الى سورية بهدف التحضير لتدخل مباشر، انه «ما زال من المبكر القول اننا مستعدون للذهاب الى هناك». وزاد ان بلاده «تفكر بمختلف الخيارات، لكن ما تتحدثون عنه ليس وارداً». وفي المقابل، قال ان موسكو ستواصل تقديم مساعدات عسكرية وتقنية الى دمشق، موضحاً ان روسيا «تقدم الى سورية اصلاً مساعدات مهمة على صعيدي تزويدها بمعدات عسكرية والقيام بتأهيل القوات التي نسلحها»، من دون ان يوضح تفاصيل عن حجم وشروط هذه المساعدات ولا عن وجود مدربين روس في سورية. وجاء حديث بوتين رداً على اعلان واشنطن قلقها بسبب معلومات عن اقتراب روسيا من شن عملية عسكرية في سورية، وقال الناطق باسم الرئاسة الأميركية جوش ارنست: «نحن قلقون من معلومات تفيد بأن روسيا نشرت طاقماً عسكرياً وطائرات في سورية ونتابع هذه المعلومات عن كثب» وحذر من ان اعمالاً كهذه اذا تأكدت ستؤدي الى «زعزعة الاستقرار وإلى نتائج عكسية». من جهة اخرى، قال بوتين ان الضربات الجوية الأميركية على مواقع تنظيم «داعش» غير فعالة. وتطرق الى موقف بلاده حيال الجهود الجارية لدفع التسوية في سورية، مشيراً الى ان الرئيس بشار الأسد «مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ولاقتسام السلطة مع معارضة بناءة». وهذه أوضح تصريحات منذ أسابيع عن الطريقة التي قد تجدها موسكو مقبولة للتعامل مع الأسد. الى ذلك، اعاد بوتين التأكيد على مبادرته الداعية لتأسيس تحالف اقليمي- دولي لمواجهة الإرهاب، وقال انه تحدث مع الرئيس الأميركي باراك اوباما بهذا الشأن، موضحاً: «نجري مشاورات مع شركائنا الأميركيين، تحدثت شخصياً في شأن هذه المسألة مع الرئيس (باراك اوباما) ونجري ايضاً مشاورات حول الموضوع مع زعماء تركيا والسعودية والأردن ودول اخرى». لكن بوتين، أقر بأنه «من المستحيل اليوم ان تنظم عملاً مشتركاً في ساحة المعارك مع كل هذه الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب ولا غنى عن اقامة على الأقل نوعاً من التنسيق بينها». وشدد بوتين على ارتباط مسارَي مواجهة الإرهاب والبحث عن تسوية سياسية، معتبراً انه «في شكل عام هناك تفاهم بأن توحيد الجهود في محاربة الإرهاب يجب ان يسير بالتوازي مع نوع من العملية السياسية في سورية». وأضاف ان رؤساء هيئات اركان القوات المسلحة للدول «القريبة» من الصراع قاموا بزيارة موسكو مؤخراً لمناقشة هذا الأمر. من ناحية اخرى، اعتبر بوتين ان ازمة اللاجئين الذين تدفقوا مؤخراً على اوروبا كانت «متوقعة». وزاد ان اللاجئين «يفرون ليس من نظام الأسد بل من تنظيم «داعش» الذي سيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق ويرتكب اعمالاً وحشية». ووجه انتقادات الى الأوروبيين معتبراً أن أوروبا «تتبع في شكل أعمى السياسة الأميركية، وفي النتيجة تتحمل عبء المهاجرين الثقيل وحدها». وزاد أن روسيا حذرت مرات عدة بأنه «ستبرز مشكلات واسعة النطاق، في حال مواصلة ارتكاب شركائنا الغربيين للأخطاء على صعيد السياسة الخارجية، وخصوصاً في مناطق العالم الإسلامي وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهم (الأروبيون) ما زالوا يتبعون النهج ذاته».