واصل نواب كتلة «التنمية والتحرير» جولتهم على القيادات التي ستشارك في الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في التاسع من أيلول (سبتمبر) الجاري في المجلس النيابي. وأمس تسلّم رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون في الرابية من النائب ياسين جابر الدعوة إلى الحوار. وبعد اللقاء، أوضح جابر أن «الرئيس عون كان أعلن مشاركته في هذا المؤتمر الذي يعوّل عليه اللبنانيون في شكل كبير، فالأزمات التي تُحيط بالبلد والحراك الشعبي القائم والمطالب المعيشية كلها أمور توجب أن تتداعى القوى اللبنانية، بخاصة البرلمانية إلى إيجاد حلول لها، لا سيما انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل العمل الحكومي والبرلماني وإقرار قانون انتخابي وغيرها». وقال: «نحن والعماد عون نتكلم اللغة ذاتها في هذه الأمور، والجو كان جيداً جداً». وتلقّى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط من وزير المال علي حسن خليل دعوة مماثلة وتداول معه في آخر المستجدات والتطورات الراهنة في حضور وزير الصحة وائل أبو فاعور. وتسلم النائب السابق لرئيس الحكومة، النائب ميشال المر دعوة أيضاً من النائب جابر الذي عرض دوافع هذه المبادرة وما يمكن أن ينتج منها. وقال: «نظراً إلى خبرة الرئيس المر الطويلة التي يتمتع بها نعتبر وجوده في هذا المؤتمر عاملاً إيجابياً من شأنه أن يساعد في الوصول إلى نتائج ايجابية وإلى حلول وأفكار البلد في حاجة إليها». وقال المر: «تسلمت الدعوة وطبعاً طلب مني الجواب فقلت عندما تكون الدعوة موجهة من الرئيس بري لا بد من أن نلبيها من دون أي إبطاء باعتبار ان للرئيس بري خبرة وحسّاً وطنياً وهو صاحب المبادرات الايجابية التي طالما خدمت لبنان وحافظت على التوازن الوطني». وأضاف: «من يعترض على الحوار اليوم يكون يُخرّب على لبنان ومسيرته مهما كانت الأسباب. لا النفايات ولا غيرها من الملفات قادرة على تعطيل الحوار. وهذه المبادرة التي أطلقها الرئيس بري خطوة أولى وجدّية للسير قدماً في طريق الحل وتذليل العقبات التي نعاني منها، لا سيما ان البند الأول من المبادرة رئاسة الجمهورية. وانطلاقاً من هذه المحاولة الصادقة، يفترض بنا العمل من أجل إنجاح الحوار ولا يجوز ان نخرج من القاعة إلا عبر الاتفاق على رئيس للجمهورية. كما تمنيت على الوزير جابر ان يؤكد مع «الجنرال» على ضرورة حضوره شخصياً نظراً إلى دقة المرحلة». كذلك تسلّم وزير السياحة ميشال فرعون دعوة من النائب ميشال موسى الذي أمل بأن «يكون هذا الحوار بادرة خير في العمل السياسي والاجتماعي لأن الناس تنتظر من السياسيين الممثلين في مجلسي النواب والحكومة تحريك عجلة المؤسسات الدستورية». وتمنى أن «تكون البنود المزمع مناقشتها حافزاً لإعطاء النتائج الايجابية والمريحة للمواطنين». أما فرعون، فقال: «إضافة إلى معالجة بعض المواضيع الموجعة كالنفايات والكهرباء والاهتمام ببعض الأمور الحياتية الموجودة في مجلس الوزراء، فإن معظم العقد السياسية الكبيرة وتعطيل المؤسسات الدستورية موجودة في المجلس النيابي، وبالتالي على القوى السياسية تحمّل مسؤولياتها والتحاور حول هذه المسائل التي نعرفها كلنا إن كان بالنسبة لرئاسة الجمهورية او بالنسبة إلى تحريك الحكومة او إلى قانون الانتخابات النيابية وإجراء انتخابات جديدة، إضافة إلى إقرار قانون اللامركزية وتحصين الاتفاق الأمني في البلد». جعجع يبلغ قراره الأسبوع المقبل وعصراً، تسلّم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب دعوة إلى المشاركة في الحوار من النائب موسى الذي أوضح أن «الدكتور جعجع شرح وجهة نظره من هذا الحوار وسينتظر القرار المناسب الذي ستتخذه الهيئة التنفيذية في الحزب بعد اجتماعها لإبلاغه إلى الرئيس بري مطلع الأسبوع المقبل». وعمّا إذا لمسَ إيجابية من رئيس «القوات» للمشاركة، أكد موسى «أنه كالجميع يؤمنُ بمبدأ الحوار، ولكن بغض النظر عن مواقف بقية الفرقاء فهذه الدعوة تهدف إلى التواصل وتقصير المسافات بين القوى السياسية التي يتألف منها مجلسا النواب والوزراء وهي من ينتخب رئيس الجمهورية»، معتبراً ان «هذا الحوار هو ملك المتحاورين ويتوقف نجاحه على توجهاتهم». ورحب «لقاء الجمهورية» خلال اجتماع لجانه التحضيرية (يرآسه الرئيس السابق ميشال سليمان) بدعوة الرئيس بري إلى طاولة حوار، مشددا على «وجوب اعتماد انتخاب رئيس الجمهورية بنداً أول وأساسياً على جدول أعمالها». وأكد في بيان «أهمية الحوار بين اللبنانيين للحد من الفوضى الناجمة عن الفراغ»، مشدداً على «وجوب التمسك بالمقررات السابقة التي أجمع عليها الفرقاء في جلسات الحوار في بعبدا ووضعها قيد التنفيذ». كما أكد «أهمية إشراك المجتمع المدني في أعمال الحوار»، داعياً «الشباب اللبناني إلى ترتيب الأولويات المطلبية والضغط باتجاه انتخاب الرئيس فوراً، إذ لا يمكن سلطة مقطوعة الرأس تقديم كل الحلول، تماماً كما لا يمكنها الرحيل، كونها تشكل صمام أمان الحفاظ على الدولة ومؤسساتها». إلى ذلك، أكد نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «نحن مع انتخاب رئيس في أسرع وقت ولكن ليكن واضحًا: هذا الرئيس معلوم ومعروف إنْ أرادوا حل هذه المشكلة ومعالجة مشاكل أخرى بأسرع وقت ممكن وأن يُنهوا هذه المهزلة ويختاروا الرئيس القوي الذي يستطيع أن يلتزم بكلامه ومواقفه ويأخذ البلد إلى الخلاص».