لم يكن الموسم الرمضاني الأخير عادياً في مسيرة الفنان أمير كرارة الدرامية، فكان حاضراً في مسلسلين مؤثرين هما «حواري بوخاريست» و»ألف ليلة وليلة». لذا فإنّ رهبته كانت مُضاعفة في انتظار حكم الجمهور على أدائه، لا سيّما أنّه يشارك في عملين مختلفين إن على مستوى الشكل أو المضمون. لكنّ النتيجة جاءت مرضية جداً لأمير الذي أعرب عن سعادته بردود الأفعال الإيجابية حول مسلسلي «حواري بوخاريست» و»ألف ليلة ولية»، اللذين لعب فيهما شخصيتين جديدتين لم يسبق له أن قدم مثلهما طوال مسيرته. وفي حديث الى «الحياة»، تناول كرارة مشاركته في عملين دراميين خلال موسم واحد، قائلاً: «لم أكن أخطط المشاركة في مسلسلين يتم عرضهما على الشاشة بتوقيت واحد لكنّ الصدفة لعبت دوراً في ما حدث. بعدما تعاقدت على مسلسلي «حواري بوخاريست» اتصل بي المخرج رؤوف عبدالعزيز، وأبلغني أنه رشحني للمشاركة في مسلسل «ألف ليلة وليلة»، فرحبت بالفكرة لأنني وجدت أنه لا يتعارض مع مسلسلي خصوصاً أنني أشارك في 15 حلقة منه فقط، وهي الحكاية الأولى التي تحكيها «شهرزاد» ل «شهريار». أضف إلى ذلك أنه مسلسل «خيالي» يعتمد على الأساطير والقصص الخرافية، ما يجعله بعيداً كلّ البعد عن مسلسل «حواري بوخاريست» الذي يناقش قصة إجتماعية ترصد الشباب الذين يعيشون في منطقة شعبية. وأعتقد أنني وفقت في عملين حققا نجاحاً كبيراً، بل أعتبر نفسي محظوظاً بمشاركتي في مسلسلين ناجحين في موسم واحد، وهذا ما لم أكن أتوقعه قبل عرضهما». وعمّا إذا كان ممكناً تكرار هذه التجربة، يجيب: «يمكن أن أكرّر تجربة المشاركة في عملين خلال موسم واحد إذا توافر سيناريوان مختلفان كي أظهر في شكل مغاير عما قدمته من قبل. فأنا لا أبحث عن الوجود بمقدار ما أحرص على المشاركة في أعمال مميزة تضيف الى مشواري الفني وأفتخر بها طوال حياتي. ثمة أعمال فنية من الصعب أن تتكرر بالمستوى الفني نفسه ومنها مسلسل «ألف ليلة وليلة» الذي يعتبر من الأعمال المميزة من حيث طريقة التصوير والإخراج والمونتاج والغرافيك المستخدم، وهذه النوعية من الأعمال تعد طفرة فنية في صناعة الدراما المصرية، وأنا سعيد بمشاركتي فيها». وعن انجذابه إلى مسلسل «حواري بوخاريست»، قال أنّ العمل يناقش قصة جديدة لم تناقش في الدراما المصرية من قبل. هي قضية معاناة شاب لم يجد عملاً مناسباً له، وهو مسؤول عن شقيقاته البنات. ويعتبر أمير كرارة أنّ هذه النوعية من الأدوار تُغريه فنياً لأنها تقترب من الواقع وتُحاكي الناس لأنها تتعايش مع مشكلاتهم ومشكلات المجتمع الذي يعيشون فيه. ولمّح كرارة أن المشاهد ارتبط بكل شخصيات العمل ووجد فيها نفسه، موضحاً أنه سعيد بالتعاون مع فريق العمل وأوّلهم دينا التي قدمت دور الفتاة «العانس» بشكل «رائع»، كذلك علا غانم ودنيا عبدالعزيز وسارة سلامة ومي سليم. وأكد أن بينه وبين المؤلف هشام هلال تفاهماً كبيراً، وسبق أن جمعهم أكثر من تعاون درامي، في طليعتها مع مسلسل «طرف ثالث» ثم مسلسل «أنا عشقت» وأخيراً «حواري بوخاريست»، وتمنى أن يتعاون معه في الأعوام المقبلة نظراً الى حالة الإنسجام التي تجمع بيننا. وعن أعماله الدرامية الجديدة، أشار إلى عدد من السيناريوات المعروضة عليه لكنه ما زال في مرحلة القراءة ليختار من بينها الأفضل، وقال إنّه «يبحث عن عمل درامي يظهره بشكل مختلف عن العام الماضي من حيث الشكل وطريقة الأداء، خصوصاً أنه عوّد جمهوره على التنوع والإختلاف بين الأدوار». وتحدث كرارة عن برنامجه «الحريم أسرار» الذي عرض أخيراً على قناة «TEN»، قائلاً: «جاءتني فكرة البرنامج على أساس استضافة المشاهير من النساء ومناقشتهم في كل ما يدور في حياتهم مع عدم المساس بالتفاصيل الشخصية المحرجة. وأنا لا أفضل تقديم البرامج التي تعتمد على الإثارة وكشف فضائح الضيوف، لأنها لا تفيد المشاهد في شيء ولا أعتبرها برامج ترفيهية بل أنها تبحث عن العائد المادي السريع». وعن الضيوف الذين رفضوا الظهور في البرنامج قال: «من رفض ليس من أجل أمير كرارة بل لأسباب أخرى منها عدم تناسب مواعيده مع مواعيد التصوير أو إنشغاله بأعماله الفنية، لكنني أؤكد أن البرنامج استضاف أهم النجمات الموجودات على الساحة الفنية وأبرزهم يسرا ودينا، كما أنني لم أغضب على الإطلاق من أي زميلة اعتذرت عن الظهور لأنها في النهاية وجهات نظر ورغبات شخصية». وعن تفكيره في تقديم برامج أخرى خلال الفترة المقبلة، أكد أنه بدأ مذيعاً وهو يحترف تلك المهنة ويحبها لكنّ التمثيل شغله عنها بالفترة الماضية، مشيراً إلى أنه لا يفكر في تقديم برنامج كل عام ولم يضع لنفسه مدة زمنية بل يحدد المسألة بحسب الأفكار التي تعرض عليه.