اتفق عدد من أهالي مكةالمكرمة على استفادتهم من الأخطاء التي جرت خلال كارثة السيول التي اجتاحت جدة أواخر تشرين الأول ( نوفمبر) الماضي، إبان هطول الأمطار على العاصمة المقدسة، أول من أمس. وأكدوا اتساع مداركهم نحو الالتزام بوسائل السلامة، بعد تأثرهم بما عانته العروس من مآسِ خلال الفاجعة التاريخية. ما جعلهم يتخذون الإجراءات السليمة بقدر الإمكان في حال وقوع أي طارئ. وقالت جميلة الطويرقي ل«الحياة»: إنها كانت برفقة أسرتها في زيارة لأقاربهم في جدة، إبان هطول الأمطار على مكة، ما أجبرهم على المكوث لديهم إلى ساعات متأخرة من الليل، حتى يتأكدوا من سلامة طريق عودتهم إلى مكة، مشيرة إلى أنهم لم يخرجوا إلا بعد أن تأكدوا من الدفاع المدني عن الأوضاع في الشوارع والطرق المؤدية إلى العاصمة المقدسة. ورأت أن الكارثة التي حلت بجدة أخيراًً، أسهمت في زيادة وعيهم خلال التعامل مع أي طارئ تشهده المنطقة، لافتة إلى أنهم لم يغادروا جدة، إلا بعد أن تلقوا تطمينات حول الطريق، والحي الذي يقطنونه في العاصمة المقدسة من خلال أقاربهم هناك. وأفادت أنهم لم يجدوا أي صعوبة خلال رحلة العودة إلى منزلهم، لا سيما وأنه يبعد كثيراً عن الأحياء المتضررة، مستدركة: «لم تعان المنطقة التي أقطنها، سوى من انتشار المستنقعات الراكدة في أجزاء منها». واتفق معها أحمد الجندي، موضحاً أن أهالي العاصمة المقدسة استفادوا كثيراً من الأخطاء التي وقع فيها البعض خلال كارثة جدة. وذكر أنهم فضلوا المكوث في المنازل عن الخروج إلى الطرق، أثناء انهمار المطر. لافتاً إلى أنه لم يرعبهم سوى غزارة الأمطار وأصوات البرق والرعد التي كانت تدوي في المكان من حين لآخر. وروى أن والدته قررت لهطول المطر إلغاء رحلة كانوا يعتزمون القيام بها إلى جدة، مفضلة البقاء في المنزل، وهو إجراء لم تكن ستقدم عليه في حال عدم وقوع الكارثة التي اجتاحت جدة أخيراً. وأفاد أن «كارثة السيول» التي مرت بها العروس في أواخر تشرين الأول ( نوفمبر)، جعلت الكثير من الأهالي في حال ترقب من الأمطار وتوخي الحذر، والالتزام بتعليمات السلامة عند هطولها. بدوره، أوضح الشاب فارس فقيه أنه أثناء هطول الأمطار كان يتنزه مع أصدقائه بمركبته في الخط الدائري في العاصمة المقدسة، لافتاً إلى أنه باشتداد تساقط «الغيث»، قرر مع زملائه الاتجاه بسيارتهم سريعاً إلى موقع آمن، والترجل منها حتى لا تجرفهم سيول في حال تدفقها نحوهم. وأكد أن تصرفهم كان صائباً وتحولت حال الرعب التي عاشوها في البداية إلى متعة وهم يتابعون الأمطار تسقط عليهم، لا سيما وأنها لا تزرهم إلا نادراً. وذكر أن آثار الأمطار في الخط الدائري وحي الهجرة في العاصمة المقدسة كانت بسيطة جداً على رغم غزارتها.