الطفلة الشهيرة بطفلة القصيم، والتي زُوجت برجل ثمانيي تراجعت عن رفضها له أمام المحكمة، قائلة: سأتزوجه براً بأبي، والتفاصيل تقول إن الأب المبرور هذا قد طلّق أمها، ولم ينفق على أبنائه قرشاً واحداً، وبلغت القطيعة بينه وبين عائلته أن وصلت بينهما دعاوى في المحكمة. هذا الأب تذكر أن عنده طفلة في العاشرة، فجاء وأخذها وزوجها وقبض مهرها. فمن علّم هذه الفتاة أن من البر أن تقول لأباها مهما فعل بها: حاضر؟ ومن علّم أباها أنه حرٌ وخارج منطقة العدل والخوف من الله وآمنٌ من النار؟ إحدى زوجات أعضاء القاعدة هربت بطفليها إلى اليمن مع زوجها، وقالت كان ذلك من باب طاعة الزوج، فاللاتي لا يطعن أزواجهن مصيرهن جهنم وبئس المصير. إذن على الفتيات الصغيرات أن يسفكن طفولتهن على مذبح الزيجات الثمانينية براً بوالد لم يلتزم بأدنى حق عليه تجاه أبنائه، وعلى الزوجات اللاتي درسن وربين على طاعة الزوج أن يهربن معه لليمن ولجبال تورا بورا، ولابأس لو حشين مهاد أطفالهن بالسلاح والقنابل، لأن طاعة الزوج تضمن لهن الجنة! ألا تذكركم تلك القصص بقصص وأد البنات في الجاهلية بحجة حماية شرف العائلة، وقصة قذف الفتيات الجميلات إلى النهر لوقف فيضانه وإنقاذ القبيلة من الغرق؟ ألا يذكركم هذا بحرق الزوجة الوفية مع جثة زوجها! ألا يذكركم هذا بوضع أقدام الصغيرات الصينيات في قوالب لتبقي حجمها صغيرة، لأن من مواصفات المزاج الصيني الذكوري أن الفتاة ذات الأرجل الكبيرة مشوهة، ولا تجد من يتزوجها، بينما ذات الأرجل الصغيرة التي تم تشويهها جميلة وتجد لها عريساً! هذه التشوهات في الأقدام والعقول لم تولد مع الناس بل تم توطين الناس عليها، تحت سيل من الوعظ والتربية الاجتماعيين، ومن يستمع لها في ذلك الوقت لا يجد فيها جرائم تنتهك في حق النساء، فلا الشعب قادر على تصور أن التضحية بفتاة واحدة وجميلة لوحش النيل لإنقاذ شعب كامل وأرض كاملة وجه من وجوه أنانية المجتمع وجرائمه، ولا أحد كان يتخيل أن وأد طفلة ينتظرها مستقبل السبي وجلب العار لقبيلتها سوى وجه من وجوه الحفاظ على شرف القبيلة، اليوم نقول عن تلك الحوادث (آووه سافاج) أي متوحشة، لكن حكاية طفلة تتزوج في الثامنة أو العاشرة، في مشهد يملأ السمع والنظر، ويقره قاضٍ، فليس سافااج بل بر والدين! وزوجة تحمل طفليها وتذهب تجاهد بهم في اليمن هو من باب طاعة الزوج على زوجته. تبقى لدي سؤال، هل حضرتم خطبة لخطيب أو واعظ وسمعتم حق الأبناء على إبائهم، أو سمعتم حق الزوجات على أزوجهن، هل قرأتم في درس التربية الوطنية أو الفقه أو التربية الإسلامية شيئاً عن حقوق الأبناء وحقوق الزوجات وحقوق الإنسان ذكراً كان أو أنثى؟ إذاً لماذا يصبح غريباً على طفلة أن تقف إمام القاضي وتقول: أقبل أنا الطفلة وقبل بلوغي سن الرشد، بزواجي من رجل في عمر جدي لأني أبر أبي أطال الله عمره وقسوته وجهله. [email protected]