رفضت إيران استقبال قائد الأوركسترا السيمفونية الألمانية دانيال بارنبويم أراضيها، بسبب حمله للجنسية الإسرائيلية. وكان مقرراً أن يصل أعضاء هذه الأوركسترا إلى طهران في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، غير أن إيران ألغت الحفلة بسبب الجنسية الإسرائيلية لبارنبويم، في حين أن الأخير معروف بمواقفه المعارضة للسياسات الصهيونية، وخالفت إسرائيل بدورها ذهابه إلى إيران. وقال الناطق باسم وزارة الثقافة الإيرانية حسين نوش آبادي أن «قائد الأوركسترا يحمل جنسية وهوية الكيان الصهيوني وإسرائيل، ولقد قمنا بإجراءات لصيانة الجو الثقافي في التعاملات الدولية». وأضاف آبادي: «نحن لا نعلم ماذا تخبئ إسرائيل من لعبة وراء هذا النشاط. وقد أعلنا سياسات الجمهورية الإسلامية، ومواقفنا الراسخة التي أصبحت مبادئ بالنسبة الينا. ودرسنا الموضوع بعد اقتراح الأوركسترا السيمفونية الألمانية لإقامة حفلة في إيران، وبحثنا الحوافز وأعضاء الفرقة». وأوضح آبادي: «نظراً إلى هذه الظروف، منعنا حضور هذه الفرقة. وليست مشكلتنا الأوركسترا الألمانية ذاتها، وإن تغيرت إدارة هذه الفرقة، سيستطيعون أن يتقدموا بطلب من جديد للحضور في طهران. مشكلتنا هي مع قائد الأوركسترا الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية. وعلى رغم أن البعض ذكروا أنه من معارضي إسرائيل، لكنه ليس من المنطقي أن يكون الشخص معارضا لإسرائيل، ويحمل الجنسية الإسرائيلية». وقال علي رهبري، قائد الأوركسترا السيمفونية في طهران: «في البداية حددتْ هذه الأوركسترا موعداً لإقامة الحفلة في إيران، لكنهم أخبرونا في ما بعد أن الموعد قد تأجل. لا أعرف سبب التأجيل، لكن من المقرر أن يخبرونا بموعد جديد لحضورهم في طهران». ورداً على سؤال بخصوص الجنسية الإسرائيلية - الألمانية التي يحملها قائد الأوركسترا الألمانية، أجاب رهبري: «ليست لدي معلومات دقيقة عن هذا الأمر. وما أنا متأكد منه هو أنه قائد أوركسترا عالمي وشهير، ويقوم بقيادة أوركسترا ممتازة.» من جهة أخرى، انتقدت إسرائيل بدورها سفرَ بارنبويم إلى إيران، ونعتته ب»المعارض لإسرائيل». وفي ردة فعل شديدة اللهجة انتقدت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف، سفر الفنان إلى إيران، وقد غردت على صفحتها بموقع «تويتر» أنه في حال سفر هذه الأوركسترا إلى إيران، سترفع شكوى ضد ألمانيا. أما الحكومة الألمانية فقد دافعت عن عزم دانيال بارنبويم على السفر إلى إيران كقائد لأوركسترا برلين السيمفونية، وتجاهلت انتقادات وزيرة الثقافة الإسرائيلية. كل هذه الأخبار والهوامش انتشرت بعد أن أعلن الإعلام الألماني أن أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، تنوي إرسال الأوركسترا السيمفونية الألمانية إلى إيران في تشرين الأول المقبل لإجراء نشاط فني، تزامناً مع حضور وزير الخارجية الألمانية في طهران. يذكر أن بارنبويم يتمتع بشعبية واحترام كبيرين من قبل الفلسطينيين بسبب انتقاده لسياسات النظام الإسرائيلي. وقد اعتبرته السلطة الفلسطينية في كانون الثاني (يناير) 2008 مواطناً فخرياً، ومنحته الجنسية الفلسطينية. كما أنه يحمل الجنسيات الأرجنتينية، والإسبانية، إلى جانب الجنسية الفلسطينية. ويعتقد عازف البيانو وقائد الأوركسترا أنه «بالموسيقى يمكن أن نتجاوز الحدود الجغرافية، وأن نهدي الشعوب المحبةَ، والسلام، بدل الكراهية والضغينة». وقام بارنبويم سابقاً بنشاطات وأعمال في سبيل إرساء السلام والمحبة بين الشعوب، من ضمنها تأسيس «أوركسترا الديوان الشرقي والغربي»، بتعاون مع الكاتب والمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، عام 1991. وكان الهدف من هذه الأوركسترا بناء جسر ثقافي بين الشعوب المختلفة في الشرق الأوسط، والشرق الأدنى. وقد تشكلت هذه الأوركسترا من عازفين شباب من كل من العرب والإسرائيليين.