طمأن رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع بأن «ثورة الأرز بألف خير»، داعياً قادة المعارضة الى «إتخاذ قرار بوضع إمكاناتهم العسكرية بتصرف الدولة». وقال جعجع: «يا شعب 14 آذار، قالوا رحلتم إلى غير رجعة، فها أنتم تعودون، بأغصان الزيتون تعودون، ولكن، بأكاليل الغار أيضاً تعودون لتقولوا لهم: نحن هنا ثورة الأرز مستمرة، على رغم كل شيء، من أجل أولادكم وأولادنا، من أجل لبنان قوي ساطع نهائي مستمر». وتابع: «قولوا لهم: ها هي هنا المقاومة، اللبنانية، الوطنية الفعلية، التي تتكلمون عنها كل ساعة. المقاومة اللبنانية: لأن شعارها لبنان أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً و أخيراً. المقاومة الوطنية لأنها تنطلق من مصالح اللبنانيين أولاً. المقاومة الفعلية لأنها وحدها بالفعل قادرة على حماية لبنان وليس سواها. منطق الدولة وحده هو المقاومة الفعلية»، مؤكداً أن «حكومة لبنان وحدها هي التي تحمي لبنان وشعبه، ومسؤولية حماية لبنان تفترض أن يكون المسؤولون عنها مسؤولين أمام الشعب والوطن، فلا يتصرفون بغير ما تمليه عليهم المصلحة الوطنية العليا... ولا يجرّون اللبنانيين، الى أتون من الحديد والنار، دفاعاً عن ملف إقليمي من هنا، أو نووي من هناك». وقال جعجع: «واجبنا الوطني يحتم علينا مصارحة اللبنانيين بالقول إن بقاء أي سلاح خارج مؤسسات الدولة اللبنانية، بات يشكل عبئاً لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله، وهو ما قد يستجلب اعتداءات خارجية، واستدراجاً للبنان»، داعياً قادة الفريق الآخر الى «اتخاذ قرار وطني شجاع، يقضي بالموافقة على وضع إمكاناتهم العسكرية بتصرف الدولة اللبنانية، وقرار السلم والحرب في مجلس الوزراء من دون سواه». وشدد على أن «هذا هو السبيل الوحيد للنأي بلبنان عن تجاذبات المنطقة، وتداعيات هزّاتها المحتملة... ولتجنيب شعبنا المزيد من الدماء والدموع والمآسي». ورأى أن «لا خلاص للبنان إلا بالتفاف شعبه، شعبه كله، حول دولته دون سواها، وبالالتصاق أكثر فأكثر بالمجموعة العربية الكبرى، وبالتمسك الثابت بالقرارات الدولية، من ال 425 و1559 إلى 1680 و 1701»، مؤكداً أن «لا مساومة على المحكمة. لن نقبل تشويشاً على عملها. لن نسكت على أي محاولة لقتلها واغتيالها. المحكمة وجدت لتحكم وستحكم. سنقبل أحكام المحكمة مهما كانت». وقال: «ناضلتم من أجل المحكمة وحصلتم عليها، وتناضلون الآن من أجل الحقيقة والعدالة، وستحصلون عليهما». وزاد: «أردناها حكومة وفاق وطني، للعبور الى الوحدة والدولة، للنهوض بالبلاد والعباد، للاهتمام بالاقتصاد ولقمة العيش، لحماية لبنان واللبنانيين. راهنّا عليها ولم نزل، لكننا لن نقبل بأن يحاول البعض إفشال هذا الرهان». وخاطب جعجع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري، قائلاً: «كلنا وراءكما، لعدم ترك لبنان ينزلق إلى الشلل والموت البطيء». ورأى أن «حكومة الوفاق الوطني كانت تحدياً كبيراً منذ اليوم الأول ولم تزل، وأنتم ونحن مستمرون في قبوله، لكن لا تدعوا البعض يحوّل هذه الحكومة من حكومة وفاق وطني الى حكومة شلل وطني». وقال: «حساباتنا صعبة اليوم، لكنها رابحة غداً. فالسعد سعدنا. والأمانة في أعناق من يؤتمنون. مسيرتنا لم تنته بعد، عهدنا مستمر بالوصول الى الحقيقة. بكشف مصير معتقلينا. بترسيم حدودنا. بتحقيق سيادتنا على كل أراضينا. بقيام دولة واحدة بسلاح واحد وقرار واحد»، مؤكداً أن «خمس سنوات من التضحيات، وموعدنا مع الحرية لم يتغير، ولن يتغير، ولو اقتضى العمر كله»، مجدداً العهد «أننا لن نقبل سوى لبنان والحرية و 14 آذار».