في كل ليتر من دم الإنسان نسبة محددة من البوتاسيوم، فهذا المعدن هو من العناصر الأساسية التي لا يمكن للجسم الاستغناء عنها، لأنه ضروري لعمل الأعصاب والعضلات بما فيها العضلة القلبية، وهو ضروري أيضاً للتخلص من النفايات. والبوتاسيوم مهم جداً للرياضيين الذين هم في أمس الحاجة إليه مقارنة بغيرهم لأنهم يفقدون كميات كبيرة من المعدن من خلال العرق نتيجة المجهودات الرياضية المكثفة. وهناك عوامل تقود إلى ضياع البوتاسيوم بسهولة من الجسم، من أهمها الإصابة بالإسهالات الشديدة، وممارسة التمارين الرياضية الشاقة، واستعمال الأدوية المدرة للبول، والإدمان على شرب الكحوليات. ويؤدي نقصان البوتاسيوم في الجسم إلى عدد من المشكلات والاضطرابات، من بينها هبوط ضغط الدم، والضعف العضلي من دون سبب واضح، والغثيان، والتقيؤات، والإمساك، والكآبة العصبية. وهناك دراسات بينت أن فقدان البوتاسيوم من الجسم يلعب دوراً في ظهور انحرافات عصبية وعضلية خطيرة للغاية. ويصعب تشخيص وجود نقص البوتاسيوم من خلال المظاهر السريرية كونها تتشابه مع مظاهر أمراض كثيرة، وأفضل طريقة لتشخيص النقص هي تحليل الدم. وإذا كان نقص البوتاسيوم في الجسم يحصل بسهولة، ففي المقابل من السهل الحصول عليه لأنه متوافر في الكثير من الأغذية، خصوصاً الفواكه والخضروات، مثل الموز، والخوخ، والمشمش، والتين، والأفوكاتو، والفاصولياء البيضاء، والخضار الورقية الخضراء، والبطاطا الحلوة، والبندورة، والتمر وغيرها. ونظراً الى أهمية البوتاسيوم في الوقاية من الأزمات الدماغية الوعائية وارتفاع ضغط الدم، والحصيات الكلوية، سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية للشركات المنتجة للأغذية ومكملاتها أن تكتب على ملصقات منتجاتها أنها غنية بالبوتاسيوم وفقيرة بالصوديوم وأنها تحمي من ارتفاع الضغط الشرياني ومن الحوادث الدماغية والقلبية الوعائية.